رذاذ السعادة

وأنت فى تلك اللحظات النادرة .. وأنت فى ذروة النشوى .. عندما تشعر براحة تمنيتها طويلاً .. عندما تشعر بهدوء إشتقت إليه كثيراً .. عندما تغشاك السكينة .. ويسكن قلبك إلى إحساس حالم .
تعرف أنها السعادة ..
تلك السعادة التى هى غاية كل إنسان فى تلك الحياة المؤلمة .
ولكن .. وأنت على تلك القمة العالية .. وفى غمرة هذا الاحساس الرائع .. وأنت فى هذا العالم الساحر من الراحة والسكينة والسعادة والرضا .. إذا بوخزة فى قلبك لازالت تؤرقك .. ربما تكون وخزة صغيرة .. لكنها تعكر صفو هذا العالم الساحر الذى تعيشه الآن .
تتسائل عن سبب تلك الوخزة .. وعن مغزى هذا الأرق .. فتجد بعض الإجابات تتسلل إلى مخيلتك على إستحياء ..
ربما تخاف أن تنتهى تلك اللحظات الجميلة وتعود ثانية لهذا الاحساس الرهيب من الوحشة والالم والترقب والقلق . 
ربما تشعر أن هذه اللحظات مهما طالت فهى الى نهاية .. تماماً مثل الدنيا مهما طالت أيامها فهى إلى زوال . 
ربما تشعر بالشوق .. بالحنين .. ربما تفتقد فى هذه اللحظات الفارقة .. صديق أو حبيب  .. بعيد !! تتمنى لو تشاركه هذه اللحظات .. وهذه المشاعر والأحاسيس . 
مهما كانت الإجابة .. فالنتيجة واحدة .. أن تلك السعادة مهما حلى طعمها .. وطال أمدها .. فهى ناقصة فانية .
ثم .. يعود لقلبك الهدوء .. وتصفوا مخيلتك من جديد .. وتتمتم قائلاً : الحمد لله .. لعل الله أنعم علي بهذا الرذاذ من السعادة .. ليذكرنى بلذتها .. ويخبرنى بأن السعادة كلها قد يدخرها لى فى الحياة الخالدة  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق