يوم الميلاد

فى صباح جميل يضاهى بحسنه كل صباح ، وفى مطلع يوم يشرق فيه الأمل مع إشراقة شمس يوم جديد ، أجلس فى مكانى المفضل ولكن هناك بين عبق الذكريات ، ذكريات الثورة الملهمة .
وأنا فى طريقى الى هنا ، أحببت أن أقطع قدراً كبيراً من الطريق ماشياً لأستنشق عبق الأيام الخوالى ، وأسترجع ذكريات الأيام الأولى من الثورة ، ربما لم أكن هنا يومها فى " ميدان التحرير " حيث كنت فى الاسكندرية مسقط رأسى ومكان إقامتى ، ولكننا جميعا كانت قلوبنا هنا بين ميدان التحرير .. وعبد المنعم رياض .. ومحمد محمود .. والفلكى والشيخ ريحان .. والقصر العينى ، كانت أرواحنا وقلوبنا تتهافت الى تلك البقاع المفعمة بالنشوى ، ووقتها كانت مفعمة أيضاً بالخطر والموت والخوف . 
ولكنى اليوم أجلس مع فنجان قهوتى المفضلة فى مكانى الاثير ، ولازالت الرسوم والكتابات التى شاهدتها فى طريقى الى هنا تأسرنى ،  فالطريق يعج بالجرافيتى المرسوم على الجدران بطول الشوراع الرئيسية والفرعية ، ولا زالت بعض الاسوار الخرسانية المقامة حول وزارة الداخلية تشهد على أحداث ساخنة ، وتشهد أيضاً على إصرار لا يفتر من شباب أبى إلا أن يعيش فى بلاده حراً كريماً . 
هو اليوم المناسب لكل تلك الذكريات ، هو اليوم المثالى لاستعاده هذا العبق وإستحضار تلك النشوى وتنسم ذاك العبير . 
نعم هو يوم الميلاد .. ميلاد حزب جديد .. حزب سعيت إليه وسعى الىَّ ، وعملت أنا ومجموعات كبيرة من الناس كى يولد هذا الحزب ، عملنا معاً رغم أن كثير منا لا يعرف الآخر ، عملت مع رفاق لى ، وعمل آخرون وآخرون حتى أراد الله لنا أن نجتمع ونكون سبباً فى ميلاد هذا الحزب ، أنا لا أنسب لنفسى فضلاً على العكس ، قد أكون أقل من بذل مجهوداً فى هذا العمل ، فهناك من بذل الكثير وقدم الكثير والكثير ، ولكننا جميعاً إشتركنا فى عزيمة وإصرار على إتمام هذا العمل ، وكلما واجهتنا الصعاب فان ذلك كان يزيد إيماننا رسوخاً و عزيمتنا قوة وصلابة  .
وها نحن اليوم نرى أول ثمرات عملنا ، وأول بشائر تحقيق حلمنا ،  ففى غضون ساعة أو أكثر سيبدأ المؤتمر الصحفى للإعلان عن " حزب مصر " .
فاليوم سنفرح ونستبشر ونحتفل ، وغداً تبدأ مرحلة جديدة من العمل ، مرحلة شاقة قوامها إخلاص النية لله ،  والايمان بحق هذا الشعب فى حياة كريمة تليق بامكاناته وقدراته التى بنت حضارات وعلمت أمم ، مرحلة قوامها العمل المخلص لرفعة شأن بلادنا لتعود من جديد رائدة ملهمة كما كانت على مر التاريخ .


Wael Ebrahim

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق