فى نفس المكان جلس ، نفس المكان الذى شهد كل الاحزان ، ربما يكون هو المكان الاثير اليه القريب الى قلبه حيث الهدوء والبحر ، حيث كل ما حوله يعبر عنه ، ويناسبه ، وكانه صُنع خصيصاً من أجله .
رغم كل هذا الجو الرائع الجميل وهذا المحيط المريح الاثير، إلا أنه مكان يبعث فى نفسه الشجن كما يبعث فيها الراحة والسكينة .
هنا جلس مرات ومرات أشهر وسنوات ، حيناً يكتب وحيناً يقرأ ، وحيناً يستمع الى شعر أو موسيقى ، مرات ومرات يتأمل ، ويفكر ، ويحلم .
ولكن القاسم المشترك فى كل تلك المرات هو الشجن ..
ربما كان هناك بعض الاستثناءات القليلة ، التى تجعله يتمنى وقتها أن تتركه الشجون وتتملكه السعادة الغامرة .
ولكن تبقى دائماً الحقيقة الثابتة : أن السعادة فى تلك الدنيا ماهى الا نبضات قليلة تتخلل الكثير من الشجن والالم والاحزان .
مع فنجان قهوته المفضلة التى يحتسي معها رشفة من شجن ، ورشفة من ألم ، وأخرى من شوق ووجد .
رشفات من أمل ، ورشفات من أحلام ، ورشفات من أمنيات غابت وبعدت وعز معها اللقاء .
دائما يفصله عن هذا المكان أيام ..
أيام تفيض فيها مشاعره وأشواقه فيكتب ويكتب حتى تهتز الأوتار لحروفه وتشدو القلوب بكلماته .
وأيام يتملكه فيها الألم فتخرج حروفه مغموسة بالدمع ، صارخة بالآه .
وأيام يملؤه فيها الامل فيكتب عن حب ولد فى قلبه طفلاً ، وظل يكبر حتى فاحت بعطره الدنيا ، وأشرقت بنوره الأيام .
ولكن أصعب تلك الايام هى التى تتجمد فيها مشاعره فلا تستطيع حروف الهجاء التعبير عما بداخله أو وصف هذا البركان الذى يثور داخله فيعصف بقلبه وتنوء به مشاعره .
ويبقى المكان ، ويتغير الزمان ، وتختلف الاحداث ، ويبقى هو فى نفس المكان ، مع نفس الحزن والشجن والشوق والاحلام .
وائل ابراهيم
٣ مارس ٢٠١٣
Wael Ebrahim
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق