حلم الحياة

حائر هو .. مشاعر كثيرة تختلط فى صدره .. يراه الناس شارداً .. يبدو عليه الحزن وفى عينيه ألف سؤال .. جلس إلى نفسه .. أغمض عينيه .. ترك روحه تتبع تلك النغمات البطيئة الناعمة .. راحت تتبعها فى أفق بعيد .. بعيد .. بعيد عن هذا العالم الذى يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم .. كلما ظن أنه أعتاد عليه ، وعرف أسراره ، وتعلم كيف يتعايش معه ، وجد نفسه لازال غريباً عنه ، لازال يجهله تماماً .. ربما هو يرفض أن يفهمه أو يؤمن به .. ربما هو رافض لقوانينه وقواعده ولا يريد أن يعترف بها أو يعيش بها .. ربما .. وربما .. وربما ، ولكن فى النهاية يبقى الحال على ماهو عليه .. هو لا ينتمى الى هذا العالم ولا يرد أن ينتمى إليه .
وراح يسأل روحه التى باتت تحلق فى أفق عينيه المغمضتين .. راح يسألها : ماذا تريدين يانفسى ؟  عما تبحثين ؟ 
تعبتى وأتعبتنى معكى سنين !!  الى ما تطمحين ؟
هل تريدين راحة ؟
فما الراحة الا فى كنف الله هنيهة فى الدنيا وخلوداً فى الاخرة .
فيما تأملين ؟؟ سكينة وأمان ؟؟
ليس هنا يانفسى ما تأملين ، ستبقين روحاً عالقةً فى أفق ضيق ، ولن يتحقق لك ما تأملين إلا فى حياة لاتعب فيها ولا نصب .. لاحزن فيها ولا فراق ولا ألم ..  ليست هنا يانفسى ..  ليست هنا تلك الحياة .
وأخذ النوم روحه بعيداً حيث أراد .. وعاش لحظات لا تقدر بدقائق ولا بساعات .. ربما لحظات قليلة فى عمر الزمان ولكنها حياة كاملة فى عمر الأرواح ..  لحظات حملته بعيداً فى حياة هادئة مريحة بين أرواح ودودة .. الأمان فرشها والحنان دثارها .. الود أرضها والحب سماؤها .. حياة لا حقد فيها ولا ضغينة .
وعاد من رحلته وقد سكنت روحه وهدأت .. وعادت تبرق فى عينيه عندما تباعد جفنيه .
ذلك البريق الذى يراه الناس من حوله فيظنونه جمالاً أحياناً .. أو الثقة أحياناً أخرى .. لكنه فى الحقيقة بريق روحه التى تسكن فى عينيه وتتحين الفرصه لتحلق ثانياً فى السماء حيث كانت تسكن هناك حرة منطلقة فى أبد الآبدين .


Wael Ebrahim

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق