الحب والعذاب

جلست فى مقعدى الأثير ، بعد يوم عمل طويل ، فإذا بقطتى الجميلة تتهادى فى رقة وتقفز إلى جوارى ، لتنشر جسمها الرشيق على مقعدى وتلتصق بى فى حنان ، مددت يدى أمسح رأسها فإذا بها تمد لى رأسها فى دلال وتغمض عينيها .
ونحن فى هذه اللحظات الرومانسية إذا بثلاث حوريات جميلات يتقافزن على أكتافى ويتسلقوننى حتى يصلوا إلى غايتهم المنشودة ، وإنقضوا على حبيبتى الصغيرة ، يبحثون عن مبتغاهم ، ويتسابقون ويتدافعون حتى يفوز كل منهم بمصدر غذاءه أولا ، نظرت إليها باسما ، فاذا بها تموء فى ضعف وفى عينيها نظرة تحمل من الشكوى ما تحمله من السعادة ، وكأنها تريد أن تشكوا لى حالها ، فهمست لها متسائلا : مابك ياحبيبتى ؟ ، فعلا صوتها قليلا لترد على سؤالى ، لم أفهم ماذا تقول !  لكنى رأيت فى عينيها هذا المزيج بين الحب والشكوى والشجن والألم ، أحسست فى صوتها الواهن بتلك الشكوى وذاك الألم الممزوج بالحنان ، فعجبت لأمرها ، كيف تجمع هذا المزيج من الألم والحنان والشجن فى آن واحد ، أطرقت رأسى ولازالت يدى تمسح رأسها الجميل ، وتذكرت الشاعر مأمون الشــناوى حين قال :    " أمًرعذاب  .. وأحلى عذاب .. عذاب الحب للأحباب " .
سبحان الله إنه الحب الذى يستطيع ان يحول حتى العذاب  إلى شيئ حلو المذاق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق