سار فى نفس الطريق الذى يسلكه كل يوم وهو ذاهب الى عمله ، نفس الوجوه ، نفس الملامح ونفس الأحداث ، وكأنه مشهد مكرر من فيلم قديم ممل شاهده مئات المرات ، نظر الى ساعته .. اسرع الخطى .. الشيئ الوحيد الجميل فى هذا المشهد المتكرر أن يراها !!!
تلك اللحظات التى لايمل من تكرارها ، بل أنه يتمنى لو ظلت تتكرر بلا انقطاع ، يتمنى لو يتوقف الزمن عند تلك اللحظات ليعيش فيها الى الابد .
وفى الموعد تماماً أطلت من باب بيتها ، سارت بخطوات حالمة نحو وجهتها ، إقتربت منه .. ابتسم ابتسامه تحمل فى طياتها كل معانى الحب والشوق ، وتحركت قسمات وجهه فى رفق لتحكى أجمل قصص الحب ، وتصور أسمى درجات السعادة .
نظرت إليه برقه ، ومالت بشفتيها فى نعومة لترسم ابتسامة ساحرة كانت كفيلة بأن يتلاشى معها كل شيئ .. الشارع .. الناس .. الضوضاء ، حتى أنها كانت كافية ليتوقف الزمن و تختفى الدنيا تماماً فلا يرى إلا تلك الابتسامة العذبة الرائعة .
ثم تعلوا الضوضاء ، وتدنو الدنيا ، ويبدأ الزمن فى التحرك ببطء فيعرف عندها أنها قد رحلت وسارت فى طريقها.
فيعود للوجه عبوسه ، ويعود اليه الملل من التكرار ، وتلاحقه الهموم من جديد . ولا يجد إلا الانتظار لليوم التالى ليتجدد المشهد ثانيةً ويراها ويعيش تلك اللحظة النادرة التى هى فى حقيقة الأمر .. العمر كله .. والحياة نفسها .
رابط المقال المنشور فى موقع مصراوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق