لقاء


أمس .. إلتقيت بزميل لى فى الدراسة ، بالتحديد زميل فى المدرسة ، وأنا عندما أتحدث عن المدرسة فأنا أتحدث عن سنوات طويلة جداً مضت ، رأيته مصادفةً ، جلست بالقرب منه ، تأملته طويلاً ، كان يتناول إفطاره فى النادى ، لم أكن أنتوى أن أجلس طويلاً ، ولكنى جلست أتأمله ، وأسترجع ذكرياتى فى تلك الفترة ، وبعد وقت ليس بقصير ، توجهت إليه مباشرةً ، وعرفته بنفسى ، وسلم على بحرارة ، وظل يتكلم كثيراً ، يحكى لى عن عمله وأولاده ، يحكى لى عن أنشطته وإهتماماته وماذا فعل أثناء الثورة وماذا سيفعل الآن ، وأنا أنظر إليه ، لم أعى كثيراً مما قال ، لكننى كنت سعيداً بحديثه سعيداً بحماسه ، وبإحساسه ، لو نظر إلينا أحد لظن أننا أصدقاء حميمين نتحدث فى أمور خاصة جداً ، لن يتخيل أحد أننا زميلان لم نلتق منذ عشرات السنين ، إستاذنته أن أنصرف لبعض شئونى على وعد بالإتصال والتواصل ، إنصرفت وأنا لا أعلم .. لماذا أنا سعيد هكذا؟
واليوم كنت أفتح صفحتى على الفيسبوك كعادتى ، فوجدت طلب صداقة ، قرأت الإسم ؟؟ إنه زميل دراستى فى المدرسة , ليس نفس الشخص ، وإنما زميل آخر ، كان أقرب إلى نفسى وقتها ، وكنا أصدقاء حميمين أثناء الدراسة ، هذه المرة لم اشعر بالسعادة فحسب ، ولكن السعادة هزت نفسى بعنف ، وأسرعت إلى صفحته لأتأكد من هويته ، نعم هو.. صديق صباى .. ربما تغيرت بعض البيانات ولكنه هو ، فأسرعت إلى الرسائل لأبعث أليه رسالة ترحيب ، ولأخبره كم كانت سعادتى للقاءنا ، حتى وإن كان لقاءً عبر الأثير ، أو عبر أسلاك الانترنت .
تُرى لماذا كل هذه السعادة ؟ أهى ذكريات أيام جميلة ؟ أم هى الزمالة والصداقة الخالصة من كل شائبة ومن كل مصلحة ؟ أم هو إحساس الصبا النقى الذى تذكره قلبى وهز مشاعرى ؟
ربما .. وربما أسباب أخرى كثيرة ، ولكن تبقى حقيقة واحدة أن المشاعر الإنسانية النقية ، هى أجمل مافى الحياة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق