المرآة

إسمحوا لى إخوانى المسلمين المصريين العرب ، أن أخرج من بين صفوفكم للحظات ، وأقف على الجانب الآخر بين صفوف الغربيين والشرقيين وغير المسلمين ، إسمحوا لى أن أكون مرآتكم للحظات ، لترون صورتكم كما يراها الناس ، أنا الآن أنظر إليكم فأرى قوما متأخرين علميا قد تفشت فى مجتمعهم الأوبئة السياسية والإجتماعية والإقتصادية ، أرى مجتمعكم يعج بالكذب والكسل والمحسوبية والفساد ، أرى عملكم يفتقد إلى الإتقان ، وقادتكم يفتقدون إلى الشفافية ، وفكركم يتسم بالسطحية ، تتغنون بالحضارة الإسلامية والفرعونية والقبطية ، وأنتم الآن لاتفعلون شيئا سوى أن تشاهدوا الأمم تبنى الحضارات وتعيشون على ذكرى حضارات الأجداد ، أنتم قوم مستهلكون لا تنتجون وإن أنتجتم لاتجيدون ، تنشغلون بالقضايا الفرعية ولا تهتمون لعظائم الأمور ، يريد كل منكم أن يكون الزعيم ، لاتستطيعون العمل فى جماعات ، تعشقون العمل الفردى ، والرأى الشخصى ، ولا تستطيعون التأقلم مع إختلاف الرؤى والأفكار ، ولا تستطيعون تقبل الرأى الآخر والتكتل لتحقيق هدف واحد .
لا تتبرموا من كلماتى ، فهى ليس كلماتى ، إنها صورتكم التى تنعكس على المرآة ، إفسحوا لى الآن مكانى لأنضم إليكم من جدبد ، فأنا واحد منكم وصورتكم التى رأيتموها أنا جزء منها .
الآن وقد عدت إلى صفوفكم من جديد أقول لكم ، لن تكونوا القادة إلا إذا كنتم فى الأمام ، مهما ناديتم بالإسلام شريعة وبمصر قلبا للعالم ، فلن يستجيب لكم احد إلا إذا كنتم فى صدر الصفوف ، مهما رفعتم شعارات الإسلام ، وتغنيتم بمجد الأولين ، وإنتسبتم إلى الأسلاف الناجحين ، فلن يلتفت إليكم أحد ، إلا إذا جسدتم الإسلام فى أخلاقكم ، وأعمالكم ، وحياتكم ، فلم يرد الله لنا أن نكون فى ذيل الأمم ، بل أراد الله لنا ان نكون فى مقدمة الأمم ، وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ، فهل هناك اليوم قوة أعتى من قوة العلم ، وهل هناك اليوم سطوة أعنف من سطوة المال والإقتصاد ، لقد غزانا أعداءنا بالعلم والمال ، قبل أن يحركوا عساكرهم وبوارجهم ، غزانا أعداءنا بالتكنولوجيا قبل أن يطلقوا علينا طلقة واحدة من مدافعهم .
أقيموا الإسلام فى قلوبكم ، يقم على أرضكم ، الإسلام الذى نريده أن يحكم ، هو الإسلام الذى يحملة مسلم مصرى عربى راق بأخلاقه ، متقدم بعلمه ، قوى بإقتصاده .
فهل نحن هذا الرجل ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق