المشهد الأخير

فى مكان بعيد ، بعيد عن كل الناس ذهب وحده وكأنه يهرب من الناس من الزحام من الصخب ، يهرب من زحام الافكار قبل أن يهرب من زحام الأجساد ، يهرب من صخب النظرات أكثر مما يهرب من صخب الأصوات ، راح ينظر الى الافق البعيد يتأمل المياه الزرقاء وهى تعانق السماء عند هذا الخط السحرى الذى يجمعهما معاً ، ينظر الى الشمس وهى تسارع اليهما وقد لملمت أشعتها وإحتضنتها فباتت كوجه إمراة جميلة حين تختنق مشاعرها، فتبوح حمرة وجهها بالخجل الرقيق ، راح ينظر الى هذا اللقاء وكأنه لقاء أحبة فرقهم الزمان وها هم يلتقون من جديد ليعيشوا لحظات الحب والقرب بعد أن أضناهم العذاب ولوعهم الفراق، وتعجب حين نظر إليهم فرأى جزءً من نفسه يهفوا إليهم ، جزء من نفسه يسعى الي هذا اللقاء فى الافق البعيد ، جزء من نفسه ضاع منذ سنين يهفوا الى عناق الأحبة ، ويأمل أن يذهب معهم  ويشاركهم المشهد الاخير ، ترك جسده يهوى فى صمت ليستلقى على هذه الرمال الناعمة ونظر إلى تلك النجوم التى بدأت تظهر فى السماء لتعلن ميلاد ليل جديد يجدد الاحزان ويشعل الاشجان ، وصوت البحر فى أذنيه يمتزج بهمس الرياح، لكن دقات قلبه كانت أقوى من كل الأصوات ،  أحس بعينيه مبللتان ! هل هى الرياح تؤذى عينيه ؟ أم أن مشهد النهاية حرك وجدانه ! تُرى هل تلك هى النهاية ؟ أطبق عينيه وهو لايعلم هل سيرى النور من جديد؟  أم أنها ستكون النهاية !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق