التيار

فى بحر عميق مترامى الأطراف نعيش حياتنا ، يتلاعب بنا التيار ، يأخذنا حيث يريد ، نظن أننا نختار وجهتنا لكننا فى الحقيقة ننجرف مع التيار ، ربما لانشعر به ، لكننا ننجرف بقوة ، تماماً كما تدور الأرض بسرعة ونحن نظن أنها لاتتحرك ولا تهتز ، ولكنها فى الحقيقة تدور بسرعة وكأنها تخشى أن ندرك نحن ذلك . هكذا يأخذنا التيار ، يحدد وجهتنا ويتلاعب بنا كيف يشاء ، ومعه تعلو أمواج رغباتنا تسير دائما فى نفس الإتجاه لنظن أننا نسارع الى وجهتنا ، لكننا فى الحقيقة نسارع إلى قدرنا المحتوم . وفجأة يحدث أمر ما فى حياتنا يجعلنا ننتبه ونفيق وندرك واقعنا الأليم ، وندرك أننا نسبح مع التيار وأن أحلامنا ورغباتنا تدفعنا بقوة أكبر وبعنف إلى هذا المصير المرسوم ،  عندها فقط نحاول المقاومة ، نحاول تغيير مسارنا ، عندها فقط نشعر أننا أصحاب القرار فى حياتنا ، فنصارع الأنواء ونقاوم التيار ونحاول أن نتغلب على الأمواج وقد إرتفعت هاماتها ، ولكن هل نستطيع ؟! أم تُنهك قوانا ونغرق فى هذا البحر المائج ؟! تُرى هل هناك فرق ؟! هل هناك فرق بين أن نصارع الأمواج ونسبح عكس التيار وبين أن نستسلم للتيار ؟! النتيجة دائماً واحدة .. أننا ذاهبون إلى قدرنا المحتوم .. لامحالة . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق