طوال العام .. تتراكم الذنوب والأخطاء فى قلوبنا .. فتصبح طبقات سميكة من الصدأ .. تثقل القلوب وتخنقها .. فتفقد القلوب إحساسها ويخبو بريقها .. إنه صدأ القلوب .
وفى العشر الأولى من رمضان .. عندما نصوم .. ونقوم بين يدى الله .. عندما نتلوا القرآن كما يحب ربنا أن نتلوه .. يبدأ هذا الصدأ فى الذوبان .. فتعود القلوب تتنفس من جديد .
وفى العشر الثانية من رمضان .. تبدأ عملية الجلاء والصقل .. ليعود لقلوبنا بريقها .. لتعود قلوبنا تنبض بالإحساس .. هذا الإحساس هو ما يجعل العبرات تنهمر على الوجنات .. هو ما يجعل للوقوف بين يدى الله لذة .. لا تعدلها لذة .
وتأتى العشر الأخيرة .. عشر الشحن .. ففيها تتصل قلوبنا بالله .. تلك القلوب التى تم تنظيفها .. وجلاءها .. وصقلها .. تلك القلوب تُشحن بالإيمان .. بالطاقة التى سنحيا بها طوال العام .. تتصل قلوبنا بالله لتستمد منه سبحانه النور والقوة .. حتى نستطيع أن نحيا ما تبقى لنا من أيام فى هذه الدنيا .
تلك الليالى العشر .. التى هى أفضل ليالى العام على وجه الإطلاق .. نتصل فيها بربنا سبحانه .. نقف بين يديه وقوفاً لا يكون إلا فى تلك الليالى .. نقف وقوفاً نشعر فيه بالوصل مع الله كما لم نشعر به من قبل .
وفى ليلة من تلك الليالى .. عندما ينزل الله سبحانه بين ملائكته الى السماء الدنيا .. نزولاً يليق بعظمته وجلاله .. ينزل ربنا لينظر إلينا .. ومن ينظر الله إليه لا يعذبه أبداً .. فهل لنا أن نُرى الله من أنفسنا خيراً .. هل لنا أن تشرأب أعناقنا .. وتعلو هممنا .. لعل الله أن ينظر إلينا نظرة .. لا نشقى بعدها أبداً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق