منذ زمن بعيد كنا نطلق إسم غرفة الإنعاش على وحدة العناية المركزة بالمستشفى ، لأننا وقتها كنا نرى من يدخل هذه الغرفة هو بين الحياة والموت ، وفيها يقوم الأطباء بمحاولة إنعاشه ، ليعيدوه مرة أخرى إلى الحياة .
واليوم أقتبس هذا الإسم " غرفة الإنعاش " ربما ليست غرفة مكانية ، وربما لا تنعش الأجساد ، إن الغرفة اليوم هى غرفة زمانية ، تنعش القلوب والأرواح .
إنه رمضان " غرفة إنعاش القلوب "
نحرم فيه أجسادنا من غذاء الدنيا ، الطعام والشراب والشهوات ، فتخضع لنا أجسادنا ، ويُصفد الله الشياطين ، فتهم نفوسنا وتقوى ، وينزل الله علينا من رحماته ، فتلين قلوبنا ، فنجد للوقوف بين يدى الله لذة لانجدها فى أى وقت آخر ، ونجد لكلام الله طعماً لا نتذوقه فى أى شهر آخر ، تصفو نفوسنا ، وتطهر قلوبنا ، ونستشعر رحمات ربنا ، ونجد فى أنفسنا نوراً نحلق به فى جنان ربنا .
إنه رمضان غرفة أبعادها ثلاثون يوماً ، أعدها الله لنا ليشفينا من أعراض ذنوبنا وإعراضنا ، يمنحنا الله فيها مقويات يصحح بها إيماننا ، يشفى برحمته قلوبنا ، ويطلق العنان لجمال أرواحنا كى تعود وتسود ، فيصلح لنا دنيانا وآخرتنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق