دائماً نتكلم عن الأمل ، دائماً نمتدح من يتمسك به ، دائماً نعتبره سبباً هاماً لكل نجاح ، نعتبره سبباً لتحقيق كل هدف مستحيل .
ولكن أحياناً يكون هذا الأمل هو العذاب بعينه ، أحياناً يكون هذا الأمل هو أقصر الطرق إلى الموت ، بل يكون أبشع طرق الموت .
لاتتعجلوا الحكم على الكلمات ، ربما يكون المعنى غريباً ، ولكن منذ متى كتبت معانىٍ ليست بالغريبة ، تحملتمونى كثيراً فى آراء بدت أحياناً غريبة ، وأحياناً أخرى فلسفية أكثر مما تحتمل الفلسفة ، تحملتمونى كثيراً عندما كنت أغوص فى عمق المعانى ، وعندما كنت أحلق فوق آفاق الكلمات ، عندما كنت أصف المشاعر ، وأحلم بما لن يكون ، كنتم كرماء للغاية .. كنتم تكرموننى بالكثير من الإستحسان .. وربما يكون إحساسكم بما أكتب وتصديقكم له أكثر كرماً من كلمات الإستحسان ، فكما تحملتمونى كثيراً من قبل تحملونى اليوم أيضاً فيما أقول ، وكما صدقتمونى من قبل صدقونى اليوم أيضاً.
نعم .. أحياناً يكون الأمل قاتلاً .. مُعذباً قاسياً ، ولكى أضرب لكم مثلاً لما أريد أن أقول ، تخيلوا معى إنساناً مُلقىً فى بحر عميق واسع ، مُلقى وحيداً ينظر حوله فى كل إتجاه فلا يجد إلا الموج ، ولايسمع إلا صفير الريح ، فينتابه الجزع ، وتتجمد أطرافه ، ويكاد أن يتوقف قلبه ، وإذا هو كذلك ، إذا به يرى طيفاً يلوح من بعيد ، فيتملكه الأمل ، ويستجمع كل ما أوتى من قوة ، ويسبح نحو هذا الأمل .. يسبح نحو الحياة .. يسبح نحو النجاة ، ولكنه كلما سبح وجد طيفه لازال بعيداً ، ولكن الأمل يدفعه أن يسبح ويسبح .. ويستدعى كل قواه ليصل الى مبتغاه .. لينجو بنفسه من هذا البحر اللجى الذى يتعالى موجه يميناً ويساراً وكأنه عملاق ضخم يتلاعب بفريسته قبل أن يجهز عليها ، ويبقى الطيف بعيداً ، وهو .. قد خارت قواه ، وتسلل اليأس إلى نفسه ، و ملأت الغيوم قلبه ، وبدأت ضربات ذراعيه تفتر .. وتتباطئ .. وتخور ، وإذا هو على هذا الحال .. إذا به يرى هذا الطيف ثانياً ، يراه هذه المرة أقرب .. وأكبر .. وأكثر وضوحاً ، فيصحوا فيه الأمل من جديد ، ويحلم بالحياة ثانيةً ، ويستجمع كل ما أوتى من قوة ، ويحلم بالارض .. بالوطن .. بالدفء .. بالراحة .. بالأمان .. فيسرع ويسرع ويسرع ، حتى إذا أقترب فكان قاب قوسين أو أدنى من حلمه .. وأمله .. وحياته ، يختفى هذا الطيف ليجد نفسه فجأة وحيداً بلا قوة .. بلا أمل .. بلاهدف .. بلا حياة ، فيسقط كقطعة صخر فى هذا القاع السحيق .
ربما لو إستسلم لهذا البحر منذ البداية لكان موته أكثر يسراً ، ولكان البحر به أكثر رحمة .
والسؤال : إن كنا لامحالة هالكون .. فلماذا نتعذب طواعيةً بهذا الامل ؟
ولكن أحياناً يكون هذا الأمل هو العذاب بعينه ، أحياناً يكون هذا الأمل هو أقصر الطرق إلى الموت ، بل يكون أبشع طرق الموت .
لاتتعجلوا الحكم على الكلمات ، ربما يكون المعنى غريباً ، ولكن منذ متى كتبت معانىٍ ليست بالغريبة ، تحملتمونى كثيراً فى آراء بدت أحياناً غريبة ، وأحياناً أخرى فلسفية أكثر مما تحتمل الفلسفة ، تحملتمونى كثيراً عندما كنت أغوص فى عمق المعانى ، وعندما كنت أحلق فوق آفاق الكلمات ، عندما كنت أصف المشاعر ، وأحلم بما لن يكون ، كنتم كرماء للغاية .. كنتم تكرموننى بالكثير من الإستحسان .. وربما يكون إحساسكم بما أكتب وتصديقكم له أكثر كرماً من كلمات الإستحسان ، فكما تحملتمونى كثيراً من قبل تحملونى اليوم أيضاً فيما أقول ، وكما صدقتمونى من قبل صدقونى اليوم أيضاً.
نعم .. أحياناً يكون الأمل قاتلاً .. مُعذباً قاسياً ، ولكى أضرب لكم مثلاً لما أريد أن أقول ، تخيلوا معى إنساناً مُلقىً فى بحر عميق واسع ، مُلقى وحيداً ينظر حوله فى كل إتجاه فلا يجد إلا الموج ، ولايسمع إلا صفير الريح ، فينتابه الجزع ، وتتجمد أطرافه ، ويكاد أن يتوقف قلبه ، وإذا هو كذلك ، إذا به يرى طيفاً يلوح من بعيد ، فيتملكه الأمل ، ويستجمع كل ما أوتى من قوة ، ويسبح نحو هذا الأمل .. يسبح نحو الحياة .. يسبح نحو النجاة ، ولكنه كلما سبح وجد طيفه لازال بعيداً ، ولكن الأمل يدفعه أن يسبح ويسبح .. ويستدعى كل قواه ليصل الى مبتغاه .. لينجو بنفسه من هذا البحر اللجى الذى يتعالى موجه يميناً ويساراً وكأنه عملاق ضخم يتلاعب بفريسته قبل أن يجهز عليها ، ويبقى الطيف بعيداً ، وهو .. قد خارت قواه ، وتسلل اليأس إلى نفسه ، و ملأت الغيوم قلبه ، وبدأت ضربات ذراعيه تفتر .. وتتباطئ .. وتخور ، وإذا هو على هذا الحال .. إذا به يرى هذا الطيف ثانياً ، يراه هذه المرة أقرب .. وأكبر .. وأكثر وضوحاً ، فيصحوا فيه الأمل من جديد ، ويحلم بالحياة ثانيةً ، ويستجمع كل ما أوتى من قوة ، ويحلم بالارض .. بالوطن .. بالدفء .. بالراحة .. بالأمان .. فيسرع ويسرع ويسرع ، حتى إذا أقترب فكان قاب قوسين أو أدنى من حلمه .. وأمله .. وحياته ، يختفى هذا الطيف ليجد نفسه فجأة وحيداً بلا قوة .. بلا أمل .. بلاهدف .. بلا حياة ، فيسقط كقطعة صخر فى هذا القاع السحيق .
ربما لو إستسلم لهذا البحر منذ البداية لكان موته أكثر يسراً ، ولكان البحر به أكثر رحمة .
والسؤال : إن كنا لامحالة هالكون .. فلماذا نتعذب طواعيةً بهذا الامل ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق