أشــعر بالخــوف


أشعر بالخوف من المجهول .. فآوينى
أشعر بالخوف من الظلماء .. فضمينى
أشعر بالبرد .. فغطينى


نفس السؤال يطرح نفسه دائماً ، كيف أستطاع نزار أن يصور تلك الصورة التى تكاد أعيننا أن تراها ، ومشاعرنا أن تلمسها ، فنشعر بالخوف و تهاب قلوبنا المجهول ، نشعر بالخوف وتقشعر أبداننا رهبة من تلك الظلماء ، ونود لو أستطعنا أن نختبئ فى هذا المكان الآمن الذى كنا نفزع إليه ونحن صغار ، عندها لم يكن ملجأً فحسب ولكنه كان لنا الأمان نفسه والطمأنينة ذاتها .
كيف أستطاع نزار أن يشعرنا بتلك البرودة ونحن نقرأ كلماته ، كيف أستطاع أن يدرك أن هذا الخوف من المجهول من الظلماء يقترن دائماً بتلك البرودة التى تنبع من قلوبنا وتسرى فى أبداننا فلاندرى وقتها أيهما تسبق الأخرى خوف تقشعر له أجسامنا أم قشعريرة تسرى فى أجسادنا فنشعر لها ببرودة لا يغنى معها دفء الدنيا كلها .
يتكرر السؤال دائماً ، كيف أستطاع نزار أن يشعرنا بهذا المزيج من المشاعر المتداخلة المتشابكة ، وكيف أستطاع أن يعبر عنها ويصفها بتلك الكلمات القليلة ، كيف أستطاع أن يصف هذا الشعور المعقد المركب بتلك السلاسة والبساطة ، وكيف أستطاع أن يوصل إلينا نفس الأحساس بكل تداخلاته وتعقيداته رغم بساطة الكلمات .
ويبقى السؤال الأخير !! الذى طالماً أدهشنى وتركنى حائراً زائغ العينين !! كيف أستطاع نزار أن يصف إحساسى فى لحظات ، عجز قلمى أن يصفه ، وعجز بيانى أن يحتويه ، وعجزت كل مفردات لغتى أن تجاريه ، بل عجز كيانى أن يدركه ، كيف أستطاع هو .. أن ينطق فى زمان مضى بما أشعر به الآن وكأنه ينظر إحساسى ويصفه بريشة فنان مبدع حساس ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق