كلمات أخيرة



الآن ولم تتبق إلا ساعات قليلة ويُسدل الستار على عام 2011 بحلوه ومره ، أحب أن أصف مشاعرى فى تلك اللحظات ، وأن أودع هذا العام بكلمات قليلة . أشعر بمشاعر متداخلة بين الفرح والفخر والحزن والترقب ، نعم أشعر بالفرح والفخر لأن الله  كتب لى أن أعيش وأشهد حدثين فارقين فى تاريخ مصر والأمة العربية ، بل فى تاريخ العالم الحديث كله ، قدر الله لى أن أكون موجوداً فى عام 1973 عندما غير المصريين مقاييس القوة وبدلوا نظرة العالم كله للمصريين والعرب ، يوم أن أخرجت الحرب أجمل مافينا ، وعادت لنا كرامتنا وثقتنا فى أنفسنا قبل أن تعود لنا الأرض المقدسة التى حبانا الله بها ، وأيضاً منحنى الله شرف أن أكون موجوداً فى عام 2011 الذى لايقل روعة ومكاناًَ وشرفاً عن عام 1973 ، فقد حقق الله لنا فى عامنا 2011 معجزة أخرى ، وأعاد الله لنا فيه كرامتنا من جديد وأعاد لنا حريتنا ، ومنحنا الأمل فى الحياة ، وإن كان ولابد أن أفاضل بين العامين على المستوى الشخصى ، فانا أتيه فخراً بعامى 2011 ، الذى منحنى الله فيه منحة تستوجب شكره ماحييت ، وأزعم أن الله أعاد لى فيه الحياة من جديد فرحت أتنفس ، أشعر وأتفاعل ، وأكتب وأتحرك وأحلم بالمستقبل ، وآمل أن أرى وطنى وقد إكتملت له حريته وصار فى مقدمة الأمم ، أما مشاعرالحزن فلأن العامين شهدا دماء كثيرة ، وصعاب عديدة ، وشدائد تمر علينا بصعوبة ، ولكن لكل نجاح ثمن ، ولكل مولود جديد ألم ومخاض ، وها نحن جميعاً نترقب أن يسبغ الله علينا نعمته ، ويظهر كلمة أمته ، ويتم علينا نصره ومنته .
أشكرك ربى أن حبيتنى بهاذين العامين ، وأرجوا أن يكون مانحن فيه من صعاب هو الشوك الذى ينبت الورد من بين مخالبه .
حقق الله أحلامكم جميعاً ، وأدام ودنا وجمعنا فى طاعته ، وشملنا وأظلنا برحمته ، و كل عام وأنتم بخير .................

وأنتظر اللقاء





وأنتظر اللقاء
وأقضى لحظاتى أحلم
بالبقاء
أطلق أحلامى
فى عنان السماء
تلاحق روحى التى
أنهكها الفراق
تُرى ..
أهو اللقاء !

وفى المساء
تفارقنى إبتسامة
تمسكت بها فى الخفاء
تؤلمنى دقات
تعصف بقلبى
فيزداد  بى العناء
ينتابنى الشوق
يضنينى
يباغتنى بلا حياء
وكأن الحب
يتقمص دور الشقاء
هكذا حالى
فى حبك
هكذا يكون المساء!

وأحلم باللقاء
وأسكب الدمع غزيراً
أتوسل للسماء
ربى
متى اللقاء
متى تخبره عيناى
بشوقى
متى يصفو الزمان
متى ينسى الليل
شجونى
وألقى بين ذراعيه
الحنان


لا زال الحلم يراودنى


دعينى أُغمضُ عينيىَ
وأهرُبُ فى دفءِ شُجونى
دعينى أنسجُ أحلامى
أنشرُ مقلاعى 
وأرحلُ فى بحرِ جُنونى
سأركبُ أفلاكَ العشقِ
أُسابقُ أمواجَ الليلِ 
أنقبُ فى عمقِ ظُنونى
أشتاقُ لدفءٍ يغمرنى
يُلَملِمُنى
يُداوى دمعى وأنينى 
ضُمينى
ضُمينى أمٌ تحمينى
ضُمينى أمرأةٌ تلهمنى
بلهيبِ الشوقِ 
وتشفينى
تستشعرُ روحى
تُحيينى
تمنحُنى سكناً لحنينى
كِدتُ أُقطعُ شرايينى
وأهيمُ على وجهى جَزِعاً 
وأُفجرُ كلَ براكينى
كونى وطناً يحملنى
يعرفنى 
يمنحنى سِرَ التكوينِ
حُبكِ يَذبَحُنى يكوينى
ينزعُنى
من عمقِ الألمِ
ويُحيينى
لازالَ الحُلمُ يُراودنى 
فإذا يَقتُلُنى
يُحيينى 



                                                        " كلمات من همس ذكرياتى "

الإسقاط النجمى


الإسقاط النجمى .. كلمة كَتَبتها فى تعليق لها على إحدى كتاباتى بعنوان " عندما تختنق الروح " أحسست بين حروفها بالدهشة ، حتى كأنى أرى ملامح وجهها ونظرات عينيها ، كانت تتحدث فى تعليقها عن علاقة الروح بالجسد وعن تجارب تستند لتجارب علمية ، ورغم أنها لاتؤمن بتلك الفرضية فقد تعجبت لأننى كنت أصف هذا الإسقاط النجمىى .
إستوقفتنى الكلمة " الإسقاط النجمى " .. واستوقفتنى دهشتها وكلماتها ، فوعدتها بأن أبحث عن هذا الموضوع وأقرأ عنه ، فوجدتها تستحثنى لأفعل ذلك .
كانت مشاغلى كثيرة فى ذلك اليوم ، ولكن الكلمات كانت تداعب خيالى من حين لآخر ، حتى عدت إلى بيتى متأخراً كعادتى فى تلك الأيام ، ووجدتنى أكتب فى خانة البحث " الإسقاط النجمى " وبسرعة وجدت العديد من المقالات والمواقع ، فتوجهت إلى أشهرها وبدأت أقرأ ولم أستطع أن أرفع عينى عن الكلمات ، ووجدتنى أغوص فى المعانى والسطور، وأنتقل من سؤال إلى سؤال ، ومن تعريف إلى وصف وشرح .
فوجدت أننى وصفت فى مقالى كل شيئ عن الإسقاط النجمى دون أن أسمع عنه من قبل ، كنت فى مقالى أحكى تفاصيل الإسقاط النجمى وكأنى أمر بهذه التجربة فعلاً ، ووجدتنى فى مقالى أتمنى أن أصل للنتائج التى يصل إليها من يمارس هذه التجربة الفريدة .
كيف إستطعت أن أكتب , وأن أصف وأن أتمنى شيئاً موجوداً ولم أسمع عنه من قبل !؟ وكيف كان هذا التطابق الغريب بين كلماتى وبين هذه الفرضية المثيرة للجدل !؟
أنا لم أومن بعد بهذه الفرضية الفريدة التى يسمونها الإسقاط النجمى !! ولكنى أيضاً لا أقوى على إنكارها !!
ولكن يبقى السؤال ؟ كيف إستطعت أن أتخيلها ! وأحس بها ! وأشعر وكأنى أمر بها فعلاً !!
كيف !!
وأنا فى خضم هذه الأسئلة والإستفسارات ، تذكرت أننى منذ ساعات قليلة كنت أتامل حالة غريبة إستوقفتنى !
كنت أتامل وأفكر فى الحالة التى أكون فيها وأنا أكتب مقالاتى وخواطرى .
فأنا فى بداية الكتابة أشعر بمعنىً يختمر فى نفسى ، وغالباً ما يكون هذا المعنى يعتمل فى وجدانى لساعات ، وربما لأيام ، وحينما أشعر برغبتى فى التعبيرعنه أقوم بترتيب أفكارى ، ووضع عناصر الموضوع ، وبعد ذلك أبدأ فى الكتابة ، وما هى إلا سطورقليلة حتى أنتقل إلى حالة أخرى ، أنتقل من حالة التفكير.. إلى حالة الشعور ، أنتقل من حالة صياغة الأفكار .. إلى حالة تدفق المشاعر، لدرجة أننى أحيانا أشرع فى كتابة موضوع فأجد نفسى أكتب موضوعاً آخر ، ربما يكون مقارباً له فى المعنى ، ولكنه مختلف تماماً فى الشعور والمحتوى .
وكأن شعورى وقتها يتغلب على أفكارى ، وكأن روحى لها إراده ورؤية ، ودائما ما تتغلب هذه الإرادة وتلك الرؤية على كل رأى وإرادة أخرى ، دائما ما تتغلب وتسيطر على رأى عقلى وإرادته ، حتى أننى عندما أفرغ من الكتابة وأقرأ ما كتبت ، أتعجب مما كتبته .
عاودت قراءة مقالى أو خواطرى كما أحب أن أسميها ، تلك الخاطرة بعنوان : " عندما تختنق الروح " وعندما وجدتها تجسد التجربة وتتمنى نتائجها ، خاطبت روحى جهراً وقلت لها بصوت عال : " من يدرى !! ربما إستطعتى فى يوم من الأيام أن تحققى هذا الحلم !! "

محنة أم منحة

إستلقى على الأريكة ، مدد ساقيه فى تثاقل ، ألقى برأسه الى الخلف ، أغمض عينيه ، لم يكن يعرف بماذا يشعر الآن ! لم يستطع توصيف حالته فى تلك اللحظة ! كل ما كان يشعر به وقتها أن ثقلاً عظيماً أُلقى عن كاهله ، لكنه أيضاً كان يشعر بالضيق ، كان يشعر بمشاعر كثيرة متنافرة لاتجتمع أبداً فى قلب إنسان فى وقت واحد .
همس فى نفسه : " الحمد لله .. لقد أراد الله بى خيراً .. كل مصيبة هى فى حقيقة الأمر خير من الله ، ولكن نحن لانعلم الكثير عن حكمة الله سبحانه "
كان أكثر ما تعجب له هذا الثبات الذى أنزله الله عليه ، لم يكن ليتخيل نفسه يوماً فى مثل هذا الموقف العصيب ، ربما لو كان رأى فى منامه موقف كهذا لاستيقظ من نومه منهاراً جزعاً ، ولكنه اليوم وهو يعيش الأمر حقيقةً - بكل تفاصيله الرهيبة وبكل إحتمالاته المخيفه - يرى نفسه ثابتاً كالصخر ، راضياً من أعماق نفسه ، حتى أن لسانه لم ينطق بـ " لاحول ولاقوة الا بالله" ، ولم يقل : " إنا لله وإنا إليه راجعون " ، بل وجد نفسه يهمس منذ اللحظة الاولى " الحمد لله .. الحمد لله " وكأنه كان ينتظر فرجاً من عند الله وجاء فى موعده ، وكأنه لم يشعر قط أنه يمر بمحنه تستوجب الاسترجاع والحوقله .
لم يفهم ماذا حدث ، وماذا يحدث ، وكيف هو متماسك وهادئ هكذا ، كل ما كان يدركه أنه رغم ضيقه فهو يشعر بالراحة ، ورغم مصابه فهو راضٍ بقضاء الله ، ووجد نفسه يتحدث لمن حوله بلطف الله وكرمه ، و كيف أنه سبحانه منع عنه كل سوء وكل شر ، وكان قدره سبحانه محكم ، وكان توقيته عز وجل متقن ، كان يتحدث لمن حوله عن أناس أحاطوا به ، وبذلوا بحب من أجله وكأن المصاب مصابهم ، حتى أنه أحس وكأنهم أقرب وأحب الناس اليه .
أليس هذا فضل الله وكرم منه أن حفظ له ماهوغالٍ ! وأعطاه مشاعر حب ! ووهبه إهتمام أناس قلوبهم كالدرر ! وسلبه أشياء رخيصة فانية ليذكره دائماً أن الغالى هو مايستحق الحفظ ، وأن أغلى مافى الدنيا أن تشعر بحب وإهتمام وعنايه أناس طيبين ، حتى ولو كنت تراهم لأول مرة فى حياتك .

لقاء


أمس .. إلتقيت بزميل لى فى الدراسة ، بالتحديد زميل فى المدرسة ، وأنا عندما أتحدث عن المدرسة فأنا أتحدث عن سنوات طويلة جداً مضت ، رأيته مصادفةً ، جلست بالقرب منه ، تأملته طويلاً ، كان يتناول إفطاره فى النادى ، لم أكن أنتوى أن أجلس طويلاً ، ولكنى جلست أتأمله ، وأسترجع ذكرياتى فى تلك الفترة ، وبعد وقت ليس بقصير ، توجهت إليه مباشرةً ، وعرفته بنفسى ، وسلم على بحرارة ، وظل يتكلم كثيراً ، يحكى لى عن عمله وأولاده ، يحكى لى عن أنشطته وإهتماماته وماذا فعل أثناء الثورة وماذا سيفعل الآن ، وأنا أنظر إليه ، لم أعى كثيراً مما قال ، لكننى كنت سعيداً بحديثه سعيداً بحماسه ، وبإحساسه ، لو نظر إلينا أحد لظن أننا أصدقاء حميمين نتحدث فى أمور خاصة جداً ، لن يتخيل أحد أننا زميلان لم نلتق منذ عشرات السنين ، إستاذنته أن أنصرف لبعض شئونى على وعد بالإتصال والتواصل ، إنصرفت وأنا لا أعلم .. لماذا أنا سعيد هكذا؟
واليوم كنت أفتح صفحتى على الفيسبوك كعادتى ، فوجدت طلب صداقة ، قرأت الإسم ؟؟ إنه زميل دراستى فى المدرسة , ليس نفس الشخص ، وإنما زميل آخر ، كان أقرب إلى نفسى وقتها ، وكنا أصدقاء حميمين أثناء الدراسة ، هذه المرة لم اشعر بالسعادة فحسب ، ولكن السعادة هزت نفسى بعنف ، وأسرعت إلى صفحته لأتأكد من هويته ، نعم هو.. صديق صباى .. ربما تغيرت بعض البيانات ولكنه هو ، فأسرعت إلى الرسائل لأبعث أليه رسالة ترحيب ، ولأخبره كم كانت سعادتى للقاءنا ، حتى وإن كان لقاءً عبر الأثير ، أو عبر أسلاك الانترنت .
تُرى لماذا كل هذه السعادة ؟ أهى ذكريات أيام جميلة ؟ أم هى الزمالة والصداقة الخالصة من كل شائبة ومن كل مصلحة ؟ أم هو إحساس الصبا النقى الذى تذكره قلبى وهز مشاعرى ؟
ربما .. وربما أسباب أخرى كثيرة ، ولكن تبقى حقيقة واحدة أن المشاعر الإنسانية النقية ، هى أجمل مافى الحياة .

لحظة حياة


سار فى نفس الطريق الذى يسلكه كل يوم وهو ذاهب الى عمله ، نفس الوجوه  ، نفس الملامح ونفس الأحداث ، وكأنه مشهد مكرر من فيلم قديم ممل شاهده مئات المرات ، نظر الى ساعته .. اسرع الخطى .. الشيئ الوحيد الجميل فى هذا المشهد المتكرر أن يراها !!!
 تلك اللحظات التى لايمل من تكرارها ، بل أنه يتمنى لو ظلت تتكرر بلا انقطاع ، يتمنى لو يتوقف الزمن عند تلك اللحظات ليعيش فيها الى الابد .
وفى الموعد تماماً أطلت من باب بيتها ، سارت بخطوات حالمة نحو وجهتها ، إقتربت منه .. ابتسم ابتسامه تحمل فى طياتها كل معانى الحب والشوق ، وتحركت قسمات وجهه فى رفق لتحكى أجمل قصص الحب ، وتصور أسمى درجات السعادة .
نظرت إليه برقه ، ومالت بشفتيها فى نعومة لترسم ابتسامة ساحرة كانت كفيلة بأن يتلاشى معها كل شيئ .. الشارع .. الناس .. الضوضاء  ، حتى أنها كانت كافية ليتوقف الزمن و تختفى الدنيا تماماً فلا يرى إلا تلك الابتسامة العذبة الرائعة .
ثم تعلوا الضوضاء ، وتدنو الدنيا ، ويبدأ الزمن فى التحرك ببطء فيعرف عندها أنها قد رحلت وسارت فى طريقها. 
فيعود للوجه عبوسه ، ويعود اليه الملل من التكرار ، وتلاحقه الهموم من جديد . ولا يجد إلا الانتظار لليوم التالى ليتجدد المشهد ثانيةً ويراها ويعيش تلك اللحظة النادرة التى هى فى حقيقة الأمر .. العمر كله .. والحياة نفسها . 


رابط المقال المنشور فى موقع مصراوى 

خلجات روح


منذ أن كتبت آخر كتاباتى بعنوان " عندما تختنق الروح " لم أعد أستطيع الكتابة ، تغيرت نظرتى للكثير من الأمور ، بل تغيرت نظرتى للدنيا كلها ، وكأن الغشاوة قد إنجلت عن بصرى ، بل دعونا نقول أن الغشاوة قد انجلت عن بصيرتى  فلم أعد أشعر أنى كيان  مستقل ، إننى اشعر الآن بأنى كيان مرتبط بكيانات أخرى ، نحن متلازمان مرتبطان ، بل نحن متلازمون ومرتبطون ، فنحن لسنا إثنين فقط روح وجسد ! بل نحن روح .. وقلب .. وعقل .. وجسد ، كيانات مرتبطة تتحد أحيانا , ونجد أنفسنا ننفصل فى أحيان أخرى ، نتحرك كوحدة واحدة فى بعض المواقف ، وينتحى كل منا منحى منفرد فى مواقف أخرى .
لم أعد أرى نفسى  حراً ، ولم أعد أشعر بأنى صاحب القرار الأوحد ، وصاحب الرأى الأول والأخير فى حياتى .
لكنى عندما أقول أنا !!!
فأنا وقتها أقصدنى أنا !!!
فأنا روح هائمة فى ملكوت الله ، أسبح فى أفق فسيح ، يحدنى هذا الجسد القميئ العاجز ، يرتب تصرفاتى هذا العقل المحدود الإداراك ، ويحاول القلب جاهداً أن يحررنى ولكن دون جدوى . 
انا روح .. أقضى بعضاً من وقتى فى هذا السجن الصغير الذى تسمونه الجسد ، وأقبع فى ذاك السجن المحدود الذى تسمونه الدنيا ، وعنما يحين موعد الرحيل أتحرر من هذا السجن وذاك ، لتعود لى حريتى من جديد وأسبح فى ملكوت الله الواسع .
ولكن هذا السجن وهذا الإختبار هو ما سيحدد هل أسترد حريتى بحق ، أم أن بعد السجن حسرة وندامة .
أعوذ بالله من عذاب بعد عذاب ، ومن جحيم بعد ضجر ومهانة .
الآن أصبحت أرى حقيقة الأمور ، أصبحت أرى الصورة بوضوح وعمق ، أصبحت أعرف من أكون وما أريد .
ربما أستطيع أن أعطى لروحى بعضا من الحرية بعد أن عرفت من أنا وكيف أعيش ، ربما أستطيع أن أنعم ببعض الانطلاق اذا أطلقت العنان لبصيرتى ، واذا إستحضرت  كامل طاقتى , ربما استطيع وقتها أن أجعل روحى تسود وتقود ، ربما ليس طوال الوقت ولكنى أستطيع أن أقود هذه الكيانات التابعة معظم الوقت .
رباه !! هذا الجسد الضعيف .. ساعدنى ياربى لأُخرج أجمل ما فيه , ولأستحث كل مالديه من عزم حتى أستطيع أن أحيا تلك الأيام البائسة .
الآن .. أنظر الى هذا الجسد المتعب ، يريد الآن أن ينعم ببعض الراحة بعد عناء يوم طويل , لكننى لازلت نشيطا !! أريد أن أنطلق !! أريد أن أهيم !! أريد أن أطوى الأرض جيئاً وذهابا ، أريد أن أبعث فى هذا العالم الكسول نشاطاً وحركة ، طاقتى لاتنتهى !! ولكن جسدى خارت قواه ولابد لى أن أقبع فى هذا الفراش كى أختنق .. وأختنق .. وأختنق .. ثم أذهب إلى عالمى ، عالم الأرواح  ، أتجول فيه قليلاً .. حتى يسترد هذا الجسد بعض قواه ، ثم أعود إليه من جديد لنقضى يوماً آخر فى هذا العالم الغريب .

خفقات قلب

جاء المساء ولم يعد هناك مفر من مواجهة تلك المشاعر التى تصارعت فى  صدره طوال اليوم بل طوال أيام مضت جلس وحده وسط الظلام .. شعاع خافت يأبى أن يخبو الى الأبد يأتى من بعيد وكأنه صديق قديم عاد من سفر طويل ليلقى صديقه الحميم .
أغمض عينيه وأطلق زفرة حبيسة كادت أن تختنق فى صدره ، وراح يتساءل !! ماذا يحدث ؟؟ لماذا أنا وسط هذا الخضم الهائل من المشاعر المتضاربة المتداخلة ؟ لماذا أشعر بكل هذا الشجن ؟ ألست أنا من تشدق طويلاً بالمنطق ! ألست أنا من رفع لواء العقل .. ومن إستهان طويلاً بمن تبع قلبه ولم يستمع لصوت عقله !
لماذا أنا الآن لا أقوى على تحمل هذه الخفقات المجنونة ! لماذا ينفطر قلبى ؟ هل هو الفراق ؟ هل هو القلق ؟ ألم أكن أعلم أن قلبى يحمل له كل هذا الحب ! ألم أكن أعلم أن عينى ستشتاق إليه .. ونفسى ستتوق لقربه .. وقلبى لن يهدأ أبداً وهو بعيد !! 
بقدر ما أنا سعيد لاننى إخترت له الاصلح بقدر حزنى لانى إخترت لقلبى الاصعب .
إخترت الفراق طواعيةً ، فياربى هل بعد هذا الفراق من لقاء ؟؟؟

عندما تختنق الروح



فى ليلة جميلة ، يغشاها السكون .. جلست .. يغمرنى الظلام ويتسلل الى صدرى نسيم الخريف المائل الى البرودة فيلف قلبى باحساس جميل .. ويبعث  فى روعى الهدوء والسكينة .
اغمضت عينى فرأيت روحى تسبح فى الافق الفسيح ووجدت قلبى ينظر اليها فى قلق يسألها أن تعود ورأيت جسدى يقبع فى ملل واسترخاء وكانه لايعبأ بما يحدث وكأن الامر كله لايعنيه 
ظللت أنظر اليهم .. روحى .. وقلبى .. وجسدى ....!!
كيف يعيش هؤلاء الأشتات فى حيز واحد ، روح لانهائية الطاقة .. غير محدودة فى شكل أو مكان .. تحلق فى كل مكان تتوق الى كل بعيد .
وقلب نابض بالاحساس .. يحاول أن يلحق بتلك الروح .. يحاول ان يترجم طموحاتها .. وينقل نوازعها الى حيز الوجود .. يحاول أن يسيطر على تلك الطاقة الهائلة التى تنتجها وتحملها
وجسد .. شديد التحديد .. ثقيل الوزن .. بطيئ الحركة .. عديم الاحساس .. فاقد الطموح .. لايشغله الا غذاء .. أو شهوة 
نظرت اليهم جميعا ً .. وكأنى أراهم لاول مرة .. وكانى انظر الى اشياء لا اعرفها .
وقبل ان افتح عينى .. شعرت بروحى تنساب فى جسدى من جديد .. وبقلبى وقد هدأت دقاته بعد ان استراح من ترجمات روحى المستعصية .. واذا بجسدى يتململ فى بطء . 
وشعرت بتلك الوخزة التى طالما كانت تؤرقنى .. وتؤلمنى .. الأن فقط فهمت .. فهمت مصدر ذاك الألم .. وسبب تلك الوخزة .
انها روحى تختنق .
روحى تختنق فى هذا الجسد الضيق المحدود .. روحى التى تتوق الى الحرية .. تريد أن تهيم فى الافق الرحب .. تريد ان تعيش كما ينبغى لها منطلقة مفعمة بالطاقة .. خلاقة .. خفاقة .
وقلبى يحاول جاهدا ان يلاحقها .. يجاريها ، يحاول ان يخفف عنها ضيق الاسر وقسوة الوحدة ، فيجعل من أعماقه الدافئة مكاناًً لأنس ولقاء .. أنس بالاحبة .. ولقاء بأرواح تآلفت وتعارفت .. هذا الانس وذاك اللقاء هو ما يجعل تلك الروح تستسيغ العيش فى هذا السجن الضيق .. وتتشارك الحياة مع هذا الجسد المحدود .. ومايحمله القلب من حب وما يختزنه من مشاعر مرهفة وما يحتفظ به من طيف الأحبة و نبض المشاعر هو مايجعل تلك الحياة تغدو جميلة وهذا الجسد يصبح سبباً للسعادة .


نُشرت ببوابة الشروق الإلكترونية يوم الأربعاء 12 أكتوبر 2011

قبل فوات الأوان

عندما تنظر الى الدنيا فلا ترى إلا نفسك عندما تكون مشاعرك ومشاكلك هى كل همك ، عندما لا ترى من يمسح دمعك ، ولا ترى من يهتم لأمرك ، ولا ترى من ضحى لأجلك ، وقتها ستكون أنت وحدك من تهتم لأمره ، وقتها ستشعر أن هموم الدنيا كلها هى فقط همك ، وقتها ستؤلم من يحبك ، وستجرح من شغله حزنك ، ذلك لإنك إختصرت الدنيا كلها فى نفسك ، وتوهمت أنه لايهم فيها إلا مشاعرك وحدك ، فلم تر الناس من حولك ، لم تر أعز الناس وهو يضمد جرحك ، ويؤنس وحدتك ، ويرحم وحشتك ، لم تر أكرم الناس وهو يفيض عليك وداً ويتحمل الألم من أجلك ، وبعد أن تفكر وتفكر وتفكر فقط فى نفسك ، وتظل تنظر ولا ترى إلا نفسك ، تفيق فجأة على جرح عميق قد أحدثته فى قلب أحرص الناس على حبك ، جرح عميق يؤلم من أهمه أمرك ، وقتها لن تستطيع أن تسامح نفسك ، أو أن تعيد عقارب الزمن لترضى من أحبك ، وضحى بسعادته من أجلك  

عندما تتحجر الأقلام


عندما تتحجر الأقلام .. ويجف المداد .. وترى العيون تلمع بلا بريق .. وترى الوجوه وقد تاهت ملامحها .. وفقدت القدرة على التعبير .. عندها يضيع الطريق .. ويهبط الضباب .. فتعجز الأبصار أن ترى .. وتعجز البصائر أن تهتدى .. عندها نفقد الشعور .. ونفقد القدرة على الحركة .. بل نفقد العزم على المضى .
وقتها .. لانثق إلا فى الله .. ولا ننتظر العون إلا من الله .. ولا نأمل ولا نرجوا الفرج  إلا من عند الله .. وقتها .. نعلم علم اليقين أن الله أعطانا منحة غالية إسمها الحرية .. وأن الله كسر قيدا عصيا كان يكبل أعناقنا .. وقلوبنا .. وحتى أحلامنا .. الله منحنا.. الله حررنا.. الله كسر قيودنا .. الله زلزل دولة الظلم التى جثمت طويلا فوق صدورنا .
ولم يتبق لنا سوى النهوض من بعد كبوتنا .. لم يتبق لنا سوى أن ننفض غبار القهر عنا .. لم يتبق لنا سوى أن نمضى نحو غايتنا .
لكننا بدلا من ذلك .. تنازعنا !! كلُ ينسب الفضل إلى نفسه .. تنازعنا !! كلُ يريد أن يستأثر بالمكاسب لنفسه .. تنازعنا !! كل يريد أن يستعرض قوته .. تنازعنا !! كل يريد أن يفرض رأيه .. ويملى شروطه .. وينجح وحده ..
تنازعنا !! ونسينا أن الله صاحب الفضل .. وأن الله نصرنا عندما توحدنا .. المسلم والنصرانى .. الإخوانى والليبرالى .. اليمينى واليسارى .. الغنى والفقير .. الطفل والشاب والشيخ الكبير .. الفتاة والمرأة والجدة العجوز .. كلنا توحدنا يومها .. ونسينا أعراقنا .. وتجاوزنا خلافاتنا .. فنصرنا الله .
واليوم .. تنازعنا !! ونسينا تحذير ربنا : " ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " صدقت ياربى .. صدقت .

رذاذ السعادة

وأنت فى تلك اللحظات النادرة .. وأنت فى ذروة النشوى .. عندما تشعر براحة تمنيتها طويلاً .. عندما تشعر بهدوء إشتقت إليه كثيراً .. عندما تغشاك السكينة .. ويسكن قلبك إلى إحساس حالم .
تعرف أنها السعادة ..
تلك السعادة التى هى غاية كل إنسان فى تلك الحياة المؤلمة .
ولكن .. وأنت على تلك القمة العالية .. وفى غمرة هذا الاحساس الرائع .. وأنت فى هذا العالم الساحر من الراحة والسكينة والسعادة والرضا .. إذا بوخزة فى قلبك لازالت تؤرقك .. ربما تكون وخزة صغيرة .. لكنها تعكر صفو هذا العالم الساحر الذى تعيشه الآن .
تتسائل عن سبب تلك الوخزة .. وعن مغزى هذا الأرق .. فتجد بعض الإجابات تتسلل إلى مخيلتك على إستحياء ..
ربما تخاف أن تنتهى تلك اللحظات الجميلة وتعود ثانية لهذا الاحساس الرهيب من الوحشة والالم والترقب والقلق . 
ربما تشعر أن هذه اللحظات مهما طالت فهى الى نهاية .. تماماً مثل الدنيا مهما طالت أيامها فهى إلى زوال . 
ربما تشعر بالشوق .. بالحنين .. ربما تفتقد فى هذه اللحظات الفارقة .. صديق أو حبيب  .. بعيد !! تتمنى لو تشاركه هذه اللحظات .. وهذه المشاعر والأحاسيس . 
مهما كانت الإجابة .. فالنتيجة واحدة .. أن تلك السعادة مهما حلى طعمها .. وطال أمدها .. فهى ناقصة فانية .
ثم .. يعود لقلبك الهدوء .. وتصفوا مخيلتك من جديد .. وتتمتم قائلاً : الحمد لله .. لعل الله أنعم علي بهذا الرذاذ من السعادة .. ليذكرنى بلذتها .. ويخبرنى بأن السعادة كلها قد يدخرها لى فى الحياة الخالدة  .

أشياء لاتشترى

عندما تشعر أن قلبك يملؤه الحنين ، وأن إحساسك يخبئ الأنين، عندما تشعر أن رعشة خفيفة تسرى فى جسدك ثم تشعر بالقشعريرة والبرودة تجتاحك فى بطء ، وقتها تتسائل .. ماذا يحدث ؟؟ 
فلا تجد الإجابة .
وبعد لحظات و ربما دقائق ، بل ربما ساعات تعرف أنه الشوق 
شوق إلى من ؟؟ 
ربما صديق ! ربما حبيب !
ربما تشتاق إلى نفسك ، أو إلى جزء من نفسك ، ربما تشتاق إلى أيام عشتها وسُلبت منك ، ربما تشتاق إلى أحلام عشت حياتك لتحققها ولم تنجح بعد .
النتيجة أنك تشعر بحزن وسعادة وشجن وشوق وسكينة ....
خليط عجيب لايؤدى إلا إلى شيئ واحد ، أنك وقتها تفكر فى إسم الشخص الذى تريد أن تتحدث إليه عن كل تلك المشاعر المتداخلة ، أحياناً تجده الى جوارك ، وأحياناً أخرى تمد يدك لتلتقط الهاتف لتتحدث إليه ، ولكن ماذا لو لم تجده إلى جوارك ولم يكن متاحاً على هاتفك ؟؟
وقتها تنسى حزنك وشجنك وسكينتك  ..
وتتمنى فقط أن يدق هاتفك .. لتضعه على أذنك .. وتسمعه يقول لك : جيت على بالى قلت أكلمك .. إنت عامل إيه ؟؟ 
لو طلب منك أحدهم أن تشترى هذه الأمنية بكل ما تملك من مال لفعلت
لو طلب منك أحدهم أن تستبدل هذه المكالمة الهاتفيه بكل كنوز الدنيا ما قبلت
لأنه كما قال الشاعر المرهف أمل دنقل : 
أترى حين أفقأ عينيك، 
ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. 
هل ترى..؟ 
هي أشياء لا تشترى .........!!! 

وجاء العيد


وجاء العيد ..
ورأيت أطفالا يمرحون
بثوبهم الجديد ..
أصواتهم تعلوا
ضحكاتهم ترنوا
وأنغام تتهادى من كل
درب بعيد ..
وجاء العيد ..
الكل يتمنى لحبيبه
عيد سعيد ..
جاءت الفرحة
فرحة العيد ..
تطير الى قلبى تحلق
من بعيد ..
تمنيت أصحابى وأحبابى
يأتون من كل
 صوب بعيد ..
ليفرح قلبى ويهنأ بقربهم
من جديد ..
وفى غمرة الفرح
ونشوة العيد ..
وخز قلبى ألم شديد ..
تذكرت أم فقدت
ولدها الشهيد ..
تذكرت أخى فى ليبيا
كيف ؟؟
لم يزره العيد ..
أدمى فؤادى صرخة من سوريا  
بلد العتل العنيد ..
رأيت أختى في فلسطين الأبية
تحلم ..
تتمنى ذلك العيد ..
عادت الفرحة
من حيث جاءت ..
وران على قلبى
حزن عتيد ..
قلت يا قلبى لاتحزن
قريبا سنفرح ..
فكل شبر فى وطنى
سيضحى سعيد