قبلة الحياة



قد تقودنا الأقدار الى مكان نتنسم فيه عبير الذكريات ، نجلس فى هدوء نتلفت حولنا نستلهم عبق أيام جميلة عشناها فى هذا المكان ، وبينما نحن كذلك ، تتغير الألوان من حولنا وتدب الحياة فى أركان الأفق الصامت ، فلا ندرى وقتها أنحن فى يقظة أم منام !  
ولا ندرك ماهية ما نحن فيه ، هل سافرنا عبر الزمن كما نقرأ فى روايات الخيال ، أم أننا لم نبرح ذاك الزمن الجميل ولا زلنا نعايش هذه الحياة التى كانت مليئة بالأفراح والأحزان .
نعم لم يكن زمان جميل لأننا كنا فيه سعداء طوال الوقت ، لكنه كان زمانا جميلا لأننا كنا نعيش فيه مفعمين بالحياة ، نشعر .. نتفاعل .. نتنفس .. كانت مشاعرنا هى محركنا الأول ، وكان للحياة طعم وروح .
ظلت الصور تتحرك فى مخيلتنا ، وظلت الأحداث تتوالى ، والشخصيات الحبيبة تضيئ قلوبنا قبل أذهاننا ، فننظر إليها ببصائرنا ونتملى من ملامحها المحببة .
 لكم نشتاق إليكم .. لكم نشتاق الى نبض قلوبنا ونحن بين يديكم .. لكم نشتاق الى أحلامنا ونحن نعيش معكم .. لكم نفتقد أرواحنا التى كانت تنام فى أحضان حنانكم وحضوركم ..
توالت الذكريات ، وتوالت معها البسمات .. والعبرات .. والخفقات ..
كم كان زمان جميل يوم كنا معكم ، لم تتركوا لنا سوى الذكريات ، ذكريات غالية نحتسيها الآن وكانها أكسير الحياة ، نعيش عليها حتى نستطيع أن نتحمل أيامنا التى صارت مسخا فى كل شيئ .
أيامنا التى صارت أنقاض حياة ، تشوهت الأماكن .. تشوهت الكلمات .. حتى نفوس الناس من حولنا أصبحت مسخا مشوها تحاكى شوارعنا . وأخلاقنا .. وحتى موسيقانا .. وأشعارنا ..
كلها صارت شبحا قبيح الملامح فاقد الهوية منعدم الطعم بلاروح .. بلا لون .. بلا حياة ..
ولم يعد لنا سوى ذكرى أيامنا الجميلة التى عشناها معكم ، ولازلنا نعيش على ما تختزنه ذاكرتنا وأرواحنا من صوركم الجميلة .. وكلماتكم العذبة .. ومشاعركم الفياضة .. وأرواحكم الراقية المفعمة بالحياة ..
فشكراً لكم أينما كنتم .. أن منحتمونا قبلة الحياة .







 



       9-7-2014