وجاء العيد


وجاء العيد ..
ورأيت أطفالا يمرحون
بثوبهم الجديد ..
أصواتهم تعلوا
ضحكاتهم ترنوا
وأنغام تتهادى من كل
درب بعيد ..
وجاء العيد ..
الكل يتمنى لحبيبه
عيد سعيد ..
جاءت الفرحة
فرحة العيد ..
تطير الى قلبى تحلق
من بعيد ..
تمنيت أصحابى وأحبابى
يأتون من كل
 صوب بعيد ..
ليفرح قلبى ويهنأ بقربهم
من جديد ..
وفى غمرة الفرح
ونشوة العيد ..
وخز قلبى ألم شديد ..
تذكرت أم فقدت
ولدها الشهيد ..
تذكرت أخى فى ليبيا
كيف ؟؟
لم يزره العيد ..
أدمى فؤادى صرخة من سوريا  
بلد العتل العنيد ..
رأيت أختى في فلسطين الأبية
تحلم ..
تتمنى ذلك العيد ..
عادت الفرحة
من حيث جاءت ..
وران على قلبى
حزن عتيد ..
قلت يا قلبى لاتحزن
قريبا سنفرح ..
فكل شبر فى وطنى
سيضحى سعيد

هدية رمضان


إخواني وأحبابي .. ونحن نودع رمضان يجب أن نحرص على أن نهديه هدية .. ونأخذ منه هدية .
أما هديتنا له فهي ..
أن نقف فى آخر ليلة من رمضان .. نقف بين يدي الله كما لم نقف من قبل .. نستحضر قلوبنا ونخلص في دعاءنا ونشكر الله علي أن بلغنا رمضان وقدر لنا صيامه وقيامه .
وأما هديته لنا فهي ..
القرآن والقيام .. فليحرص كل منا بعد رمضان علي قراءة ورد من القرآن .. وعلي قيام ركعتين في جوف الليل .. حتي لا نقطع هذه الصلة بالله التي أنعم الله علينا بها في رمضان

عشر الشحن .. وليلة اللقاء

طوال العام .. تتراكم الذنوب والأخطاء فى قلوبنا .. فتصبح طبقات سميكة من الصدأ .. تثقل القلوب وتخنقها .. فتفقد القلوب إحساسها ويخبو بريقها .. إنه صدأ القلوب .
وفى العشر الأولى من رمضان .. عندما نصوم .. ونقوم بين يدى الله .. عندما نتلوا القرآن كما يحب ربنا أن نتلوه .. يبدأ هذا الصدأ فى الذوبان .. فتعود القلوب تتنفس من جديد .
وفى العشر الثانية من رمضان .. تبدأ عملية الجلاء والصقل .. ليعود لقلوبنا بريقها .. لتعود قلوبنا تنبض بالإحساس .. هذا الإحساس هو ما يجعل العبرات تنهمر على الوجنات .. هو ما يجعل للوقوف بين يدى الله لذة .. لا تعدلها لذة .
وتأتى العشر الأخيرة .. عشر الشحن .. ففيها تتصل قلوبنا بالله .. تلك القلوب التى تم تنظيفها .. وجلاءها .. وصقلها .. تلك القلوب تُشحن بالإيمان .. بالطاقة التى سنحيا بها طوال العام .. تتصل قلوبنا بالله لتستمد منه سبحانه النور والقوة .. حتى نستطيع أن نحيا ما تبقى لنا من أيام فى هذه الدنيا . 
تلك الليالى العشر .. التى هى أفضل ليالى العام على وجه الإطلاق .. نتصل فيها بربنا سبحانه .. نقف بين يديه وقوفاً لا يكون إلا فى تلك الليالى .. نقف وقوفاً نشعر فيه بالوصل مع الله كما لم نشعر به من قبل  .
وفى ليلة من تلك الليالى .. عندما ينزل الله سبحانه بين ملائكته الى السماء الدنيا .. نزولاً يليق بعظمته وجلاله .. ينزل ربنا لينظر إلينا .. ومن ينظر الله إليه لا يعذبه أبداً .. فهل لنا أن نُرى الله من أنفسنا خيراً .. هل لنا أن تشرأب أعناقنا .. وتعلو هممنا .. لعل الله أن ينظر إلينا نظرة .. لا نشقى بعدها أبداً .

كيف يكون حبيبك ؟؟

إذا شغلتك الدنيا وهمومها ، وإحتوتك فى دروبها ، فنسيت حبيبك وإنشغلت عنه .. وإبتعدت كثيراً فلم تسأل عنه .. ولم تحاول يوماً أن تتصل به .. حتى عندما فرغت من مشاغلك وأحوالك .. لم تجد فى نفسك ميلاً لأن تعود إليه ..  وتكلمه .. ووجدت الحب يفتر فى قلبك .. ووجدت المسافة تتسع بينك وبينه .
وهو دائماً يدعوك أن تعود إليه .. يسأل عنك .. يبعث إليك من يذكرك به .. يطلبك .. يرسل إليك كل ما تحبه .. هو حبيبك .. يعرفك جيداً .. يعرف ما يسعدك .. لا يزال يبعث إليك بالهدايا .. يرسل إليك كل ما تشتهيه .  
فاذا ندمت يوماً على تقصيرك فى حقه .. إذا شعرت يوماً أنك تقابل إحسانه بالجحود .. وأردت أن تعود إليه .. فرح بعودتك .. وتقبل كل أعذارك .. وصفح عن تقصيرك فى حقه .. وغفر لك بعدك عنه .. لم يعاتبك على هذا الجفاء .. وهذا الجحود .. بل أزداد لك حباً .. وإزداد منك قرباً .. وإزداد لك عطاءً
ترى .... هل حبيبك يكون هكذا معك ؟؟؟
أنا حبيبى .. يفعل ذلك معى .. دائماً !!! 
لأن حبيبى هو .. الله .
إذا بعدت عنه طلبنى .. وإذا غبت عنه أرسل لى من يذكرنى به .. واذا دعوته فى شدة إعراضى عنه إستجاب لى .. وأعطانى ما أطلبه .. دائماً يرزقنى فى إقبالى وإعراضى .. دائماً يغمرنى بنعمه وكرمه وفضله .. عاصياً كنت أو طائعاً .. وإذا عدت إليه قبلنى .. لا يطردنى من رحابه .. ولا يغلق بابه أمامى .. لا يعاتبنى على إعراضى وجحودى .. يفرح بى .. يقربنى إليه .. ويمسح على قلبى بحنانه .
هذا هو ربى .. فكيف أحب سواه !!!    

غرفة الإنعاش

منذ زمن بعيد كنا نطلق إسم غرفة الإنعاش على وحدة العناية المركزة بالمستشفى ، لأننا وقتها كنا نرى من يدخل هذه الغرفة هو بين الحياة والموت ، وفيها يقوم الأطباء بمحاولة إنعاشه ، ليعيدوه مرة أخرى إلى الحياة .
واليوم أقتبس هذا الإسم " غرفة الإنعاش " ربما ليست غرفة مكانية ، وربما لا تنعش الأجساد ، إن الغرفة اليوم هى غرفة زمانية ، تنعش القلوب والأرواح . 
إنه رمضان "  غرفة إنعاش القلوب  " 
نحرم فيه أجسادنا من غذاء الدنيا ، الطعام والشراب والشهوات ، فتخضع لنا أجسادنا ، ويُصفد الله الشياطين ، فتهم نفوسنا وتقوى ، وينزل الله علينا من رحماته ، فتلين قلوبنا ، فنجد للوقوف بين يدى الله لذة لانجدها فى أى وقت آخر ، ونجد لكلام الله طعماً لا نتذوقه فى أى شهر آخر ، تصفو نفوسنا ، وتطهر قلوبنا ، ونستشعر رحمات ربنا ، ونجد فى أنفسنا نوراً نحلق به فى جنان ربنا .
إنه رمضان غرفة أبعادها ثلاثون يوماً ، أعدها الله لنا ليشفينا من أعراض ذنوبنا وإعراضنا ، يمنحنا الله فيها مقويات يصحح بها إيماننا ،   يشفى برحمته قلوبنا ، ويطلق العنان لجمال أرواحنا كى تعود وتسود ، فيصلح لنا دنيانا وآخرتنا .

أيهما أنت

قال أحدهم :
هـنـاك اشخـاص ..
يـَجـبرونـا عـلى تذكرهـم ..

وهـنـاك اشـخاص ..
يـَجـبـرونـا عـلى نسيـانهم ..

وبــصدق .. لــم اعــد اعـلمُ ..
انــتِ مَـن مـنـهـم ..!!
...............................
وأقول :
إننى عندما أسجد بين يدى ربى

أتذكرك ..

وأدعوا لك ..

وقتها أعرف أيهما أنت . 

مـأدبة القلوب

كان الظلام حالماً ، أضواء خافتة تأتى من بعيد ، نسيم صيف الاسكندرية يطوف فى الأرجاء ، وأنا أقف بين يدى ربى ، صوت خاشع يخرج من القلب فيلمس قلبى ثم يسرى فى كيانى فيهزنى برفق وكأنى طفل صغير بين أحضان أمه التى لايعرف فى الدنيا سواها ، لم أكن أستمع إلى كلام ربى لكنى كنت أعيش معه ، أحسست بحق أنى فى رحاب الله ، أحسست بسعادة لا أستطيع أن أصفها بكلماتى العاجزة ، شعرت وكأن قلبى يقف عند منبع نهر فياض ينبع ويفيض فى نفس الوقت ، نبع من الرحمات وفيض من العطايا والهبات ، شعرت بالران يذوب من قلبى ، وبنور يشرق فى صدرى ، فأردت أن أتمتم بكلمات أشكر بها ربى على هذه السعادة على كل تلك .... !!! أشكره على أى شيئ ؟؟
أشكره أن هدانى للاسلام ! أشكره أن أذاقنى حلاوه الايمان ! أشكره أن عافانى فى بدنى لأقف الآن بين يديه ! أشكره أن أعاننى على الحضور إلى هذا المكان الرائع ! أشكره أن أكرمنا بهذا الصوت وهذا الاحساس وهذا الشيخ الجليل ! أشكره أن قذف فى قلبى محبته ! أشكره أن شرفنى بسجدة بين يديه ! أشكره على نعم لاتُعد ولا تُحصى .
فى هذا الموقف المهيب ، تذكرتكم إخوانى ، وتمنيت لو كنتم جميعكم معى ، وضننت ألا تتذوقوا حلاوة ما تذوقت ، فقررت أن أدعوكم جميعاً الى تلك المأدبة الربانية ، مأدبة القلوب ، أدعوك أخى أن تصحب زوجتك وإبنك وابنتك ، أدعوكى أختى أن تذهبى مع زوجك أو إبنك ، إذهبوا الى أى مكان تعرفونه فى القاهرة .. الاسكندرية .. دمنهور .. الاردن .. تونس .. غزة ، ستجدون حتماً هذا الصوت العذب النابض بالمشاعر يتلوا آيات الله بخشوع يلمس وجدانكم ويغسل قلوبكم ، مهما تكبدتم من مشاق ، مهما ذهبتم بعيداً عن منازلكم ، لاتفوتوا تلك الدعوة ، لا تجعلوا مجالس الإفطار تُثقلكم أو مُجالسة الأهل تُعَطلكم ، لا تكتفوا بالصلاة فى منازلكم ، أجيبوا تلك الدعوة ، وستعرفون الفرق ، أجيبوا تلك الدعوة وستعرف قلوبكم عن أى شعور أتكلم ، وأى سعادة أقصد ، لبوا الدعوة .. فإن وجدتم ما أتكلم عنه .. تذكرونى بدعائكم .
جمعنى الله وإياكم فى مستقر رحمته ، حيث لا تعب ولا نصب ولا حزن ولا فراق .