بـــا كــل عمـــرى


فوق السحاب .. عندما يتغير المكان والزمان .. لايتغير قلبى .. ولا يتبدل حبى .. أشتعل شوقاً اليكِ ..  وتمزقنى لهفتى عليكِ ..
فـ أكتب عنكِ ..

ياكُلَ عُمرى ..
يامَن عِشتُ العُمرَ .. 
أبحَثُ عنكِ ..
أمنى النفس ..
بـ نَجواكِ .. 
وبـ الوَصلِ ..
أَمسَحُ الدَمعَ .. 
عَن رُوحِى .. 
وعَن عَينِى .. 
أَرى أَحضَانُكِ ..
فى غُربَتى ..
وَطَناً ..
وأَجِدُ فى ضِيقى ..
بَينَ ذِراعَيكِ ..
مُتَسعاً ..
حَتى إلتَقينا ..
وكَانَ لِقَاؤنا .. 
وَداعَاً .. 
وإنتَهينا ..
فَضَاعَ العُمرُ ..
فى بُعدِكْ ..
وَضَاعَ القَلبُ .. 
مِن بَعدِكْ .. 
وعَادَ الحُبُ .. 
أحلاماً ..
وَصَارَ الشَوقُ .. 
أوتَاراً..
إذا أهتَزَتْ .. 
تَهَاوينَا ..

السبت
٩ مارس ٢٠١٣

قبلة الحياة



قد تقودنا الأقدار الى مكان نتنسم فيه عبير الذكريات ، نجلس فى هدوء نتلفت حولنا نستلهم عبق أيام جميلة عشناها فى هذا المكان ، وبينما نحن كذلك ، تتغير الألوان من حولنا وتدب الحياة فى أركان الأفق الصامت ، فلا ندرى وقتها أنحن فى يقظة أم منام !  
ولا ندرك ماهية ما نحن فيه ، هل سافرنا عبر الزمن كما نقرأ فى روايات الخيال ، أم أننا لم نبرح ذاك الزمن الجميل ولا زلنا نعايش هذه الحياة التى كانت مليئة بالأفراح والأحزان .
نعم لم يكن زمان جميل لأننا كنا فيه سعداء طوال الوقت ، لكنه كان زمانا جميلا لأننا كنا نعيش فيه مفعمين بالحياة ، نشعر .. نتفاعل .. نتنفس .. كانت مشاعرنا هى محركنا الأول ، وكان للحياة طعم وروح .
ظلت الصور تتحرك فى مخيلتنا ، وظلت الأحداث تتوالى ، والشخصيات الحبيبة تضيئ قلوبنا قبل أذهاننا ، فننظر إليها ببصائرنا ونتملى من ملامحها المحببة .
 لكم نشتاق إليكم .. لكم نشتاق الى نبض قلوبنا ونحن بين يديكم .. لكم نشتاق الى أحلامنا ونحن نعيش معكم .. لكم نفتقد أرواحنا التى كانت تنام فى أحضان حنانكم وحضوركم ..
توالت الذكريات ، وتوالت معها البسمات .. والعبرات .. والخفقات ..
كم كان زمان جميل يوم كنا معكم ، لم تتركوا لنا سوى الذكريات ، ذكريات غالية نحتسيها الآن وكانها أكسير الحياة ، نعيش عليها حتى نستطيع أن نتحمل أيامنا التى صارت مسخا فى كل شيئ .
أيامنا التى صارت أنقاض حياة ، تشوهت الأماكن .. تشوهت الكلمات .. حتى نفوس الناس من حولنا أصبحت مسخا مشوها تحاكى شوارعنا . وأخلاقنا .. وحتى موسيقانا .. وأشعارنا ..
كلها صارت شبحا قبيح الملامح فاقد الهوية منعدم الطعم بلاروح .. بلا لون .. بلا حياة ..
ولم يعد لنا سوى ذكرى أيامنا الجميلة التى عشناها معكم ، ولازلنا نعيش على ما تختزنه ذاكرتنا وأرواحنا من صوركم الجميلة .. وكلماتكم العذبة .. ومشاعركم الفياضة .. وأرواحكم الراقية المفعمة بالحياة ..
فشكراً لكم أينما كنتم .. أن منحتمونا قبلة الحياة .







 



       9-7-2014

بعد العفلة



بعد شهور من الغفلة .. وبعد شهور من التشاحن .. والتباغض .. بعد شهور من نقد الآخر ..
بعد شهور من السخرية .. والتعالى .. والتشبث بالرأى ..
جاء شهر الرحمة .. والمغفرة .. والعتق من النار ..
لينظر كل منا الى نفسه .. بدلا من أن ينظر الى الآخر ..
ليعاتب كل منا نفسه .. بدلا من أن يعاتب الآخر ..
ليقف كل منا مع أخطائه بدلا من الوقوف عند  أخطاء الآخر ..
لنحاسب أنفسنا .. ونعترف بأخطائنا .. وندرك أن كل منا به من النقائص مايكفيه  ..
فلنشغل أنفسنا بأخطائنا .. ونقائصنا .. وعيوبنا ..
فربما كان الآخرين .. ومن نختلف معهم .. هم أفضل منا حالا .. وأهدى سبيلا ..
لعلنا إن فعلنا ذلك ..

نستحق رحمة الله .. ومغفرته .. وعتقه ..


Wael
28-6-2014

أعتذر إليكى



يومها ..
نظرتُ إليكِ ..
لم تلحظي
ولكنى ..
أطلتُ النظرَ
إليكِ ..
سألتكِ بلا
حرفٍ
لا ترحلى ..
لا تتركى قلباً
يتوقُ
إليكِ ..
وعمراً يهيمِ
على
شطيكِ ..
روحٌ ممزقةٌ
فى بحرِ
هواكِ ..
تهوى الرحيلَ
الى
منتهاكِ ..
والآنَ ..
أعتذرُ إليكِ ..
عن كلِ
نبضةٍ ..
فاضَ بها
قلبى ..
ولم تكنْ
إليكِ ..
أعتذرُ إليكِ ..
عن كلِ
بسمةٍ ..
رسمتها شِفاهى
ولم ترى
عينيكِ ..
أعتذرُ إليكِ ..
عن كلِ
لحظةٍ
عشتها ..
بعيداً عنكِ ..
أعتذرُ إليكِ ..
عن عمرٍ
ضلَ الطريقَ ..
وأسألُ اللهَ
أن يهتدى
إليكِ ..

Wael
16-6-2014


اللذة


كنت أخطوا بين جموع من الناس فى مكان مزدحم ، تأخذنى ضحكاتهم تارةً ، وصيحاتهم تارةً أخرى ، وبينما أنا على ذلك الحال إذا بى أرى صديق قديم كنت قد إختلفت معه يوماً ما فى بعض الامور ، لم تجمعنا الظروف منذ ذلك اليوم والآن أراه قادم فى إتجاهى ، كان المكان مزدحم وكان هو يبحث عن شخص ما فلم يرانى ، توجهت إليه مباشرةً وألقيت عليه التحية وصافحته ، فبادلنى التحية بحرارة لم اتوقعها ، سألته بوضوح : " أنت زعلان منى " ، عندما وجهت اليه السؤال لم أكن أتذكر أو ربما لم أكن أريد أن أتذكر من منا أخطا فى حق الآخر ، كان الأهم عندى أن ألقى بهذا الحمل الثقيل عن كاهلى ، وأن تشرق شمس الحب فى هذا الركن المظلم من قلبى ، وكان صديقى أكثر صفاءًً ونقاءً ، فأبتدرنى ببعض المديح فى شخصى حتى كاد أن يُدمع عينى ، إفترقنا على وعد بالتواصل ، سألت نفسى وقتها هل حدث خلاف بينى وبين شخص آخر يستوجب منى الصفح ، فتشت فى قلبى فلم أجد وفتشت فى عقلى فلم اتذكر ، فقلت لنفسى حتى وإن وجدت هذا الشخص الذى إختلفت معه يوماً أو حملت له كرهاً ، فأنا الأن أصفح عن كل من أخطأ فى حقى ، وأسامح فى كل حق لى عند الناس ، ليس لأنى متسامح أو كريم ، ولكن لأنى تذوقت اللذة .
لذة أن يشرق قلبك بنور الحب ، لذة أن تجد قلبك خالياً من كل ضغينة أو كره ، لذة لايفوقها إلا حب ورضا الله الحنان المنان .

wael
27-11-2011

هل قلوبنا تستحق العذاب



لن يكون كلامى فقهياً ، ولن أتكلم فى الدين ، رغم أنى سأستشهد ببعض الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة .

كلامى هنا مجرد رؤى تراودنى ، أراها ببصيرتى وأستشعرها بروحى ، ولأن الحق المطلق هو كلام رب العالمين ، وأحاديث سيد المرسلين - صلي الله عليه وسلم - لذلك أبحث فيها عما يوافق رؤايا .

بدأت الحكاية منذ عدة أشهر عندما قرأت مشاركة من أحد أصدقائى على الفيسبوك ، محتواها : " أن العبد إذا ملأ قلبه حب غير حب الله عذبه الله بهذا الحب " . 

وإليكم المعنى ملخصاً فى هذه الفقرة :

" لو أراد الله بعبده خيراً سلط على قلبه - إذا أعرض عنه وأشتغل بحب غيره - أنواع العذاب حتى يرجع قلبه إليه , وإذا اشتغلت جوارحه بغير طاعته ابتلاها بأنواع البلاء " .

وقعت الكلمة فى قلبى وقتها ، وإستشعرتها ، ولكن ..

بكبرياء المُعرِض رفضت تصديقها ، رغم أن قلبى يصدقها ، وجادلت فيها كثيراً .

وظلت تلك العبارة تراودنى من حين لآخر ، حتى كان يوم .. كتبت فيه جملة قصيرة فى حسابى على تويتر .. قلت فيها :

" تُرى هل تعذبنا أقدارنا ! أم أن قلوبنا تستحق العذاب ! "
نعم .. قلوبنا تستحق العذاب ..
لأنها تعلقت بغير الله ، وأحبت غير الله ، وشُغلت بغير الله .
نعم .. ولم لا !
ألسنا دائماً ندعوا الله ونقول :
" اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا "
ألسنا نردد حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ"
نعم .. ولم لا ..
ألسنا عندما نحب .. لانفكر إلا برضى من نحب ، نفعل أى شيئ حتى يرضى ، نحاول تغيير أنفسنا وطبائعنا وعاداتنا من أجله .
ألسنا عندما نحب .. نتلذذ بالأعمال الشاقة مادامت ترضى من نحب .
ألسنا عندما نحب .. نضحى بسعادتنا من أجل سعادة من نحب ، ونكون وقتها أكثر سعادة ورضى .
ألسنا عندما نحب .. نترك كل شيئ لنحادث من نحب ، ونلتقى بمن نحب .
لانمل أبداً مهما طال الحديث ، ولا نشبع أبداً مهما طال اللقاء .
ألسنا عندما نحب .. نفنى أنفسنا ونتوحد فى من نحب .
نعم .. هناك ألوان مختلفة من العباده ..
و " الحب " .. هو عبادة القلب 
لذلك .. 
تتعذب قلوبنا .. اذا كان حبنا لغير الله ..
ونحن وقتها نستحق العذاب ..
ربما.. يستاء من كلماتى المحبون .. 
لا تستاؤا فأنا واحد منكم .. أشعر بالحب .. وأكتب عنه ..
ولكنها تذكره .. حتى لا ننسى أن أى حب لايكون فى الله ولله فهو وهم ظاهره الرحمه وباطنه العذاب .
وأنا لا أعنى الحب الرومانسي فقط - رغم أنه أشهرهم - بل أعنى أى شيئ نحبه فى هذه الدنيا .
الزوجات .. الأبناء .. المال .. متع الدنيا ..
" زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ "
نعم .. والله عنده حسن المآب ..
أذكر نفسى وأذكركم ، أن نجعل قلوبنا خالصة لله .. نحبه .. ونحب فيه .. وله ..
لعل الله أن يملأ قلوبنا بحبه ، ويرزقنا من يحبوننا فيه ، فنفوز فى الدنيا بحب أحبابه ، ونفوز فى الآخرة بصحبتهم فى كنفه ، وتحت ظل عرشه .


Wael

27-3-2013