لا زال الحلم يراودنى


دعينى أُغمضُ عينيىَ
وأهرُبُ فى دفءِ شُجونى
دعينى أنسجُ أحلامى
أنشرُ مقلاعى 
وأرحلُ فى بحرِ جُنونى
سأركبُ أفلاكَ العشقِ
أُسابقُ أمواجَ الليلِ 
أنقبُ فى عمقِ ظُنونى
أشتاقُ لدفءٍ يغمرنى
يُلَملِمُنى
يُداوى دمعى وأنينى 
ضُمينى
ضُمينى أمٌ تحمينى
ضُمينى أمرأةٌ تلهمنى
بلهيبِ الشوقِ 
وتشفينى
تستشعرُ روحى
تُحيينى
تمنحُنى سكناً لحنينى
كِدتُ أُقطعُ شرايينى
وأهيمُ على وجهى جَزِعاً 
وأُفجرُ كلَ براكينى
كونى وطناً يحملنى
يعرفنى 
يمنحنى سِرَ التكوينِ
حُبكِ يَذبَحُنى يكوينى
ينزعُنى
من عمقِ الألمِ
ويُحيينى
لازالَ الحُلمُ يُراودنى 
فإذا يَقتُلُنى
يُحيينى 



                                                        " كلمات من همس ذكرياتى "

الإسقاط النجمى


الإسقاط النجمى .. كلمة كَتَبتها فى تعليق لها على إحدى كتاباتى بعنوان " عندما تختنق الروح " أحسست بين حروفها بالدهشة ، حتى كأنى أرى ملامح وجهها ونظرات عينيها ، كانت تتحدث فى تعليقها عن علاقة الروح بالجسد وعن تجارب تستند لتجارب علمية ، ورغم أنها لاتؤمن بتلك الفرضية فقد تعجبت لأننى كنت أصف هذا الإسقاط النجمىى .
إستوقفتنى الكلمة " الإسقاط النجمى " .. واستوقفتنى دهشتها وكلماتها ، فوعدتها بأن أبحث عن هذا الموضوع وأقرأ عنه ، فوجدتها تستحثنى لأفعل ذلك .
كانت مشاغلى كثيرة فى ذلك اليوم ، ولكن الكلمات كانت تداعب خيالى من حين لآخر ، حتى عدت إلى بيتى متأخراً كعادتى فى تلك الأيام ، ووجدتنى أكتب فى خانة البحث " الإسقاط النجمى " وبسرعة وجدت العديد من المقالات والمواقع ، فتوجهت إلى أشهرها وبدأت أقرأ ولم أستطع أن أرفع عينى عن الكلمات ، ووجدتنى أغوص فى المعانى والسطور، وأنتقل من سؤال إلى سؤال ، ومن تعريف إلى وصف وشرح .
فوجدت أننى وصفت فى مقالى كل شيئ عن الإسقاط النجمى دون أن أسمع عنه من قبل ، كنت فى مقالى أحكى تفاصيل الإسقاط النجمى وكأنى أمر بهذه التجربة فعلاً ، ووجدتنى فى مقالى أتمنى أن أصل للنتائج التى يصل إليها من يمارس هذه التجربة الفريدة .
كيف إستطعت أن أكتب , وأن أصف وأن أتمنى شيئاً موجوداً ولم أسمع عنه من قبل !؟ وكيف كان هذا التطابق الغريب بين كلماتى وبين هذه الفرضية المثيرة للجدل !؟
أنا لم أومن بعد بهذه الفرضية الفريدة التى يسمونها الإسقاط النجمى !! ولكنى أيضاً لا أقوى على إنكارها !!
ولكن يبقى السؤال ؟ كيف إستطعت أن أتخيلها ! وأحس بها ! وأشعر وكأنى أمر بها فعلاً !!
كيف !!
وأنا فى خضم هذه الأسئلة والإستفسارات ، تذكرت أننى منذ ساعات قليلة كنت أتامل حالة غريبة إستوقفتنى !
كنت أتامل وأفكر فى الحالة التى أكون فيها وأنا أكتب مقالاتى وخواطرى .
فأنا فى بداية الكتابة أشعر بمعنىً يختمر فى نفسى ، وغالباً ما يكون هذا المعنى يعتمل فى وجدانى لساعات ، وربما لأيام ، وحينما أشعر برغبتى فى التعبيرعنه أقوم بترتيب أفكارى ، ووضع عناصر الموضوع ، وبعد ذلك أبدأ فى الكتابة ، وما هى إلا سطورقليلة حتى أنتقل إلى حالة أخرى ، أنتقل من حالة التفكير.. إلى حالة الشعور ، أنتقل من حالة صياغة الأفكار .. إلى حالة تدفق المشاعر، لدرجة أننى أحيانا أشرع فى كتابة موضوع فأجد نفسى أكتب موضوعاً آخر ، ربما يكون مقارباً له فى المعنى ، ولكنه مختلف تماماً فى الشعور والمحتوى .
وكأن شعورى وقتها يتغلب على أفكارى ، وكأن روحى لها إراده ورؤية ، ودائما ما تتغلب هذه الإرادة وتلك الرؤية على كل رأى وإرادة أخرى ، دائما ما تتغلب وتسيطر على رأى عقلى وإرادته ، حتى أننى عندما أفرغ من الكتابة وأقرأ ما كتبت ، أتعجب مما كتبته .
عاودت قراءة مقالى أو خواطرى كما أحب أن أسميها ، تلك الخاطرة بعنوان : " عندما تختنق الروح " وعندما وجدتها تجسد التجربة وتتمنى نتائجها ، خاطبت روحى جهراً وقلت لها بصوت عال : " من يدرى !! ربما إستطعتى فى يوم من الأيام أن تحققى هذا الحلم !! "