الصــديق


كلمة دائماً نقولها ، وأنسان دائماً نبحث عنه ، وصفات دائماً نتحاكى بها .
ويبقى السؤال : من هو الصديق ؟
الصديق .. من تشعر أنك وحدك وهو معك ، وتشعر أن كل البشر فى هذه الدنيا لايعدلونه.
الصديق .. من يفتقدك إذا غبت ، ويلتمس لك الأعذار إذا أخطات ، ويدافع عنك فى وجودك وفى غيابك .
 الصديق .. من تفشى له بأسرارك وأنت تعلم أنها اكثر سراً معه .
 الصديق .. من تأمن فى وجوده ، ولا تخشى غيابه .
 الصديق .. من يكون أحن عليك من نفسك ، وأقسى عليك من ضميرك .
 الصديق .. يشعر بك وأنت بعيد ، ويفهمك دون أن تتكلم ، ويرى فى عينيك مالا يراه غيره .
الصديق .. من تذهب إليه بهموم الدنيا ، وتخرج من عنده براحة لاتجدها فى كل الدنيا .
الصديق .. من يمنحك الأمان ، ويمسح عنك الآلام ، ويخفف عنك مرارة الأيام .
الصديق .. من يعرف ما يسعدك ويتفانى فى تحقيقه ، ويعلم مايؤلمك ويجاهد فى حجبه عنك .
الصديق .. من يصفح دائماً ، ويحسن الظن بك ، يقدم حبه لك عن كل ماعاداه .
الصديق .. كلمة أشمل من الحبيب ، فلن يكون حبيبك إن لم يكن صديقك .
فالحب .. الذى يتحاكى به العشاق ليل نهار ، ماهو إلا جزء من تلك الكلمة العميقة المعنى ، الغنية المضمون ، الرائعة التأثير .
فهنيئاً لك بصديقك يامن أفاء الله عليك بهذه النعمة .
وقلبى معك يامن حرمك الله هذه المنحة .

أشــعر بالخــوف


أشعر بالخوف من المجهول .. فآوينى
أشعر بالخوف من الظلماء .. فضمينى
أشعر بالبرد .. فغطينى


نفس السؤال يطرح نفسه دائماً ، كيف أستطاع نزار أن يصور تلك الصورة التى تكاد أعيننا أن تراها ، ومشاعرنا أن تلمسها ، فنشعر بالخوف و تهاب قلوبنا المجهول ، نشعر بالخوف وتقشعر أبداننا رهبة من تلك الظلماء ، ونود لو أستطعنا أن نختبئ فى هذا المكان الآمن الذى كنا نفزع إليه ونحن صغار ، عندها لم يكن ملجأً فحسب ولكنه كان لنا الأمان نفسه والطمأنينة ذاتها .
كيف أستطاع نزار أن يشعرنا بتلك البرودة ونحن نقرأ كلماته ، كيف أستطاع أن يدرك أن هذا الخوف من المجهول من الظلماء يقترن دائماً بتلك البرودة التى تنبع من قلوبنا وتسرى فى أبداننا فلاندرى وقتها أيهما تسبق الأخرى خوف تقشعر له أجسامنا أم قشعريرة تسرى فى أجسادنا فنشعر لها ببرودة لا يغنى معها دفء الدنيا كلها .
يتكرر السؤال دائماً ، كيف أستطاع نزار أن يشعرنا بهذا المزيج من المشاعر المتداخلة المتشابكة ، وكيف أستطاع أن يعبر عنها ويصفها بتلك الكلمات القليلة ، كيف أستطاع أن يصف هذا الشعور المعقد المركب بتلك السلاسة والبساطة ، وكيف أستطاع أن يوصل إلينا نفس الأحساس بكل تداخلاته وتعقيداته رغم بساطة الكلمات .
ويبقى السؤال الأخير !! الذى طالماً أدهشنى وتركنى حائراً زائغ العينين !! كيف أستطاع نزار أن يصف إحساسى فى لحظات ، عجز قلمى أن يصفه ، وعجز بيانى أن يحتويه ، وعجزت كل مفردات لغتى أن تجاريه ، بل عجز كيانى أن يدركه ، كيف أستطاع هو .. أن ينطق فى زمان مضى بما أشعر به الآن وكأنه ينظر إحساسى ويصفه بريشة فنان مبدع حساس ؟

أحســاس رهيـــب

إحساس رهيب
لما تحب فى دنيا
الحب فيها ..
شيئ غريب

إحساس رهيب
لما تقضى العمر كله
وأنت مستنى ..
طيف الحبيب

إحساس رهيب
لما يعدى العمر .. ويسيبنا
ويا شوق ..
ولهفة وأنين

إحساس رهيب
أنك فى  يوم
تلاقى الحب ..
يمسح دموعك
يسكن ضلوعك
يحضنك  .. بلهفة وحنين
ويومها تلقى
جدار رهيب ..
تلقى بينك وبين حبيبك
جدار رهيب ..

إحساس رهيب
لما نفسك تبقى نسمة
تحضن بشوقها ..
عيون الحبيب

إحساس رهيب
لما تبقى قريب قوى
وانت فى الواقع ..
بعيد

يبقى نفسك تسعده
بحضن قلبك
يبقى  نفسك توهبه
روحك وعمرك
يبقى نفسك تلاقيه
طول عمره جنبك

إحساس رهيب
لما تلاقيك بتحبه
 لكن ..
عشانه هو
حتفضل بعيد

إحساس رهيب
لما تقوله لازم
تنبسط ..
وأنابرضه حأفضل 
سعيد

المطب


كان يقود سيارته فى ذلك الشارع المزدحم ، أخذ يعبث فى راديو السيارة وكأنه يبحث عن فضاء أوسع من ذلك الذى يحيط بسيارته من كل أتجاه ، وإذا هو كذلك إذا بسيارته تنزلق فى هذا المطب ...
كانت فجوة عادية فى نهر الطريق ، مثلها مثل تلك الفجوات الموجودة على طول الطرق وعرضها ، ولكن هذا المطب بالذات لم يكن فجوة عادية فى نهر الطريق .  كان هذا المطب كفيلا بأن يعود به إلى الوراء لأكثر من عقدين من الزمان ، حيث كان هذا الشارع المزدحم يكاد أن يخلوا من المارة والسيارات وكل مظاهر الحياة ، لم تكن تلك الأبراج السكنية الفاخرة موجودة فى ذلك الوقت ، كان الظلام يلف المكان ، والسكون يخيم على الأجواء ، وكانت هى تجلس إلى جواره ، باسمة دامعة ، وكان هو لا يعرف هل يشعر بالسعادة فى قربها ، أم أن شبح الفراق يجثم على قلبه فيحرمه تلك السعادة التى تمناها طويلاً ، كان هو نفس المطب الذى أنزلقت فيه سيارته فى تلك الليلة شديدة البرودة ، حالكة الظلام ، شعر بالقشعريرة تسرى فى بدنه وبالبرودة تشل أطرافه ، هلى هى برودة الذكرى أم برودة الأجواء ، هل تلك المشاعر المتداخلة أستخرجت كل المرارة التى يختزنها جسده لتندفع دفعة واحدة فى حلقه فينقبض لها لسانه ، هل هى تلك الأحاسيس التى شعر بها فى تلك الليلة هى التى جعلت قلبه ينقبض بشدة حتى كادت عيانه أن تزيغا وكادت أنفاسه أن تتوقف وهى تلهث وراء جرعة هواء تنقذ بها هذا الصدر الشاهق الذى يكاد أن ينفجر من تلك الزفرات التى أبت إلا أن يتوقف لها الزمان وتفيض لها كل دموع الليالى والأيام ..
أستيقظ من تلك اللحظة على صوت صاخب غاضب ، وصياح من حوله ، يطالبه أن يتقدم ويفسح الطريق ، لملم الدمع من عينيه ، وألتقط ماتبقى من مشاعر الذكرى ، وخاطب نفسه متسائلاً ، أبهذا القدر نختزن الذكرى فى نفوسنا؟ أبهذا القدر نحتفظ بكل تلك المشاعر على مر السنين ؟  هل تظل كل تلك الآلام والأحاسيس تنتظر حدثاً صغيرا مثل هذا المطب كى تنفجر بعنف وتطيح بنا من فوق جبل النسيان ، لتجسد لنا حقيقة أننا لم ننس يوماً أحساساً عاش فينا وعشنا به .

Wael
14-2-2012

وتحَجرَ الدمعُ فى عَينِى

وتحَجرَ الدمعُ فى عَينِى

وفَارقَنى الحَنانْ

وسَألتُ اللهَ فى يَأسِى

لِيَسْلُبَنى الحَياه

قَد كُنتِى لِى وَطَناً

يَمنَحُنى الأمَانْ

قَد كُنتِى لِى نُوراً

يَهدِينـــى سـَـنَاه

كَيفَ أَعِيشُ مِن بَعْدَكِ

بل كَيفَ أَعِيشُ فى بُعْدِكِ

وكَيفَ أُطِيقُ الحَياه

عَشِقتَكِ فى كُلِ تَفصِيلَةٍ

فى تِلكَ الحَياه

فى طَعمِ تَتبِيلةٍ

فى فنجَانِ شاى

فى صَوتٍ عَذبٍ

فى سَجدةٍ للإله

فى لَقطَةٍ

فى بَسْمَةٍ

فى نِسمةٍ تُدَاعِبُ الشِفَاه
          فى شَهقَةٍ مَجنُونَةٍ
فى شَوقٍ لاأعرِفُ مُنتَهَاه

فى نَظمِ شِعرٍ

فى صَوتِ طِفلٍ

فى حُب فَتىً وَفَتاه

كُلُ شَيئٍ يُذَكِرُنى بِكِ

حَتى ..

عِنْدَمَا أَنْظُرُ إلى المِرآة

كَيفَ أَنْسَاكِى

كَيفَ أَحْيَا دُونَ رُؤيَاكِى

كَيفَ أَعِيشُ فِى الدُنيَا

وِقَد صِرتُ جَسَداً

وَصِرتِى أَنتِى مَحْيَاهُ

الأمل

دائماً نتكلم عن الأمل ، دائماً نمتدح من يتمسك به ، دائماً نعتبره سبباً هاماً لكل نجاح ، نعتبره سبباً لتحقيق كل هدف مستحيل .

ولكن أحياناً يكون هذا الأمل هو العذاب بعينه ، أحياناً يكون هذا الأمل هو أقصر الطرق إلى الموت ، بل يكون أبشع طرق الموت .

لاتتعجلوا الحكم على الكلمات ، ربما يكون المعنى غريباً ، ولكن منذ متى كتبت معانىٍ ليست بالغريبة ، تحملتمونى كثيراً فى آراء بدت أحياناً غريبة ، وأحياناً أخرى فلسفية أكثر مما تحتمل الفلسفة ، تحملتمونى كثيراً عندما كنت أغوص فى عمق المعانى ، وعندما كنت أحلق فوق آفاق الكلمات ، عندما كنت أصف المشاعر ، وأحلم بما لن يكون ، كنتم كرماء للغاية .. كنتم تكرموننى بالكثير من الإستحسان .. وربما يكون إحساسكم بما أكتب وتصديقكم له أكثر كرماً من كلمات الإستحسان ، فكما تحملتمونى كثيراً من قبل تحملونى اليوم أيضاً فيما أقول ، وكما صدقتمونى من قبل صدقونى اليوم أيضاً.

نعم .. أحياناً يكون الأمل قاتلاً .. مُعذباً قاسياً ، ولكى أضرب لكم مثلاً لما أريد أن أقول ، تخيلوا معى إنساناً مُلقىً فى بحر عميق واسع ، مُلقى وحيداً ينظر حوله فى كل إتجاه فلا يجد إلا الموج ، ولايسمع إلا صفير الريح ، فينتابه الجزع ، وتتجمد أطرافه ، ويكاد أن يتوقف قلبه ، وإذا هو كذلك ، إذا به يرى طيفاً يلوح من بعيد ، فيتملكه الأمل ، ويستجمع كل ما أوتى من قوة ، ويسبح نحو هذا الأمل .. يسبح نحو الحياة .. يسبح نحو النجاة ، ولكنه كلما سبح وجد طيفه لازال بعيداً ، ولكن الأمل يدفعه أن يسبح ويسبح .. ويستدعى كل قواه ليصل الى مبتغاه .. لينجو بنفسه من هذا البحر اللجى الذى يتعالى موجه يميناً ويساراً وكأنه عملاق ضخم يتلاعب بفريسته قبل أن يجهز عليها ، ويبقى الطيف بعيداً ، وهو .. قد خارت قواه ،  وتسلل اليأس إلى نفسه ، و ملأت الغيوم قلبه ، وبدأت ضربات ذراعيه تفتر .. وتتباطئ .. وتخور ، وإذا هو على هذا الحال .. إذا به يرى هذا الطيف ثانياً ، يراه هذه المرة أقرب .. وأكبر .. وأكثر وضوحاً ، فيصحوا فيه الأمل من جديد ، ويحلم بالحياة ثانيةً ، ويستجمع كل ما أوتى من قوة ،  ويحلم بالارض .. بالوطن .. بالدفء .. بالراحة .. بالأمان .. فيسرع ويسرع ويسرع ، حتى إذا أقترب فكان قاب قوسين أو أدنى من حلمه .. وأمله .. وحياته ، يختفى هذا الطيف ليجد نفسه فجأة وحيداً بلا قوة .. بلا أمل .. بلاهدف .. بلا حياة  ، فيسقط كقطعة صخر فى هذا القاع السحيق .

ربما لو إستسلم لهذا البحر منذ البداية لكان موته أكثر يسراً ، ولكان البحر به أكثر رحمة .

والسؤال : إن كنا لامحالة هالكون .. فلماذا نتعذب طواعيةً بهذا الامل ؟