تأملت قول الله عز وجل :
( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) الأنفال 67
عندما إنتصر المسلمون فى غزوة بدر ، وكان لهم غنائم وأسرى ، شاور رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه هل يقتلون الأسرى ، أم يأخذون فيهم الفدية ، فرأى عمر بن الخطاب ومعه بعض الصحابة أن يقتلونهم ، ورأى البعض الآخر ومنهم أبا بكر أن يأخذوا الفدية ويطلقون سراحهم ، وإرتاح رسول الله صلى الله عليه وسلم لرأى أبى بكر وفريقه ، ولكن الله عز وجل أنزل تلك الآيه مؤيدا لرأى عمر بن الخطاب .
القصة تحتوى على الكثير من الدروس والعبر ، لكننى سأقف هنا على درس واحد وقيمة واحدة ألا وهى ، التفكير والرأى .
علمنا عمر رضى الله عنه أن نفكر ، ونبادر بالرأى ، بقوة ولكن بأدب ، لم يغير عمر رأيه حين عرف أن أبا بكر يخالفه الرأى ورسول الله صلى الله عليه وسلم لايرتاح لرأيه و يوافق على رأى أبى بكر.
تأملت فى القصة ، كان الله قادر على أن يوحى لنبيه بما أراده هو عز وجل ، ولكن الله يعلمنا أن نفكر ، ويكون لنا رأينا الخاص ، وأن نعرض رأينا ، وندافع عنه بقوة ، ولكن أيضا بأدب وإمتثال لصاحب القرار.
أقول ذلك ، لكل متبع بغير وعى ، ولكل من يخشى أن يفكر فيما أرادنا الله أن نفكر فيه ، فلا عيب أن نتبع القادة والرموز ، ولكن بوعى وتفكير ، ولا عيب أن نفكر ونجتهد كما إجتهد علماؤنا وأئمتنا من قبل ، ولكن العيب أن نقف عند مرحلة ما ، أو زمان ما ، أو أن نعتب على كل مجدد أو مفكر ، بشرط أن يلتزم هؤلاء المفكرون والمجددون بالثوابت التى وضعها الله لنا ، وحددها وبينها لنا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق