رفيق الروح



هناك جزء من روحنا يعلق بكل ما نفعل أو نقول .. فكلماتنا .. ولفتاتنا .. ونظرات عيوننا .. حتى الحروف التي نكتبها .. لمسات أيدينا .. حركات أجسادنا .. صمتنا .. وحزننا .. كل ذك يحمل جزء من روحنا .. تلك هي بصمتنا الحقيقية .. التي تميز كل منا وتجعله إنسان متفرد مميز .. تلك هي ملامحنا الحقيقية التي يرانا عليها الآخرين .. تلك هي سماتنا التي تتعرف عليها أرواح من حولنا ..
ليس بالغريب أن نسمع لحناً ما .. فنجده ينساب في أعماقنا .. ويمتزج بكل ذرة في وجداننا .. ويسرى في عروقنا .. فتنتابنا القشعريرة .. وننتقل بوجداننا الى عالم آخر ومكان آخر .. ذلك لأن من أبدع هذه الألحان ومن داعب الأوتار لتصل الينا .. ترك جزء من روحه فانسابت الينا مع النغمات .. وأيضا هذه الكلمات المنظومة من شعر أو نثر .. أودعها كاتبها جزء من روحه .. فتلاقت روحه بأرواحنا عبر تلك الحروف .. ومن خلال صوت مفعم بالمشاعر يلقى علينا هذه الكلمات .. وهو في الحقيقة .. ساعي بريد من نوع خاص .. يرسل الينا رسائل من روح مبدعه نستقبلها بأعيننا وأذاننا لتصل مباشرة الى أرواحنا ..
هكذا تتلاقى الأرواح وتتعارف وتتراسل .. ليس بالضرورة أن نراهم .. أو حتى نعرفهم .. لكننا دوما نستقبل رسائلهم .. التي يرسلونها الى أرواحنا فنعرفهم .. ونتعلق بهم .. ونحبهم .. ويكونون أقرب إلينا من كثيرين هم حولنا بأجسادهم ولكنهم غرباء عنا بأرواحهم ، هؤلاء الرفقاء .. القرناء .. الذين  يشبهوننا بأرواحهم .. هم من يبدعون ما يلمس أرواحنا .. وأيضا هم من تلامس أرواحهم نفس الإبداعات التي لامست أرواحنا .. هؤلاء هم رفقاء الروح.



 



30 - 7 -2016            

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق