لمن نشكوا !


قرأت أكثر من مشاركة تحمل نفس المعنى  " لاتشتكى لأحد ، فقط أشكوا إلى الله " وتتنوع التعبيرات حول نفس المعنى " لو لم يشعر بك أصدقاءك فتوجه إلى الله "
مشاركات كثيرة تدور كلها حول نفس المعنى ، لا تتوجه إلا لله .....
فى البداية لم أشعر بالراحة .. ولكنى لم أعرف لماذا ؟ رغم أن المعنى  حقيقى .. نحن لا نتوجه إلا لله .. ولا نطلب إلا من الله .. ولا نشكوا أوجاعنا إلا لله .
وبعد كثير من التعمق والتأمل .. وجدت ضالتى .. حقيقةً نحن لانشكوا إلا لله ولا نتوجه إلا لله ولا نطلب حوائجنا إلا من الله .....ولكن ذلك يكون بقلوبنا .. ولكن هناك أسباب أمرنا الله أن نأخذ بها .
تذكرت حديث للأستاذ / عمرو خالد عن " التوكل على الله .. " وهل التوكل معناه التوقف عن السعى ؟ طبعاً لا ..
إذاً فكيف نأخذ بالأسباب ونتوكل على الله فى نفس الوقت ؟؟ 
كان رد أستاذى / عمرو خالد على ذلك بمثال بسيط ..
 قال : " إذا كنت تبحث عن عمل وكان أحد معارفك بإمكانه أن يساعدك .. إذهب اليه وخذ بالأسباب .. ولكن إياك وأنت تطلب منه العون أن يكون فى قلبك أنه صاحب العطاء والمنع .. انما هو سبب .. قلبك يرجوا من الله ويتوكل عليه ويعرف أن الله وحده بيده أن يعطيك أو يمنعك .. ولكن هذا الرجل الواقف أمامك ربما يكون سبب فى رزق الله .. إذا أراد الله ذلك "
كان هذا مضمون ماقاله الأستاذ / عمرو خالد فى التوكل على الله
ولى قصة شخصية فى هذا الموضوع .. فقد كنت يوماً فى ضيق شديد .. وأخذت بالأسباب مجتهداً بلا جدوى .. وفى يوم قابلت صديقاً قديماً لم أره من ٢٥ سنة .. حتى أنى لم أعرفه لأول وهلة .. وعرفنى هو .. وكان سبباً فى تفريج ما بى من كرب فى ساعات قليلة .
الله الرحمن الرحيم .. جعل لنا أصدقاءً وأحباباً وأزواجاً وذرية .. ليكونوا سبباً فى تخفيف آلامنا .. وقرة أعين لنا .. فلكم نشتاق إلى حبيب أو صديق مقرب عندما تضيق نفوسنا .. ونتمنى فقط همسة حنونة من شفاههم .. أو نظرة حب فى عيونهم .. أو مشاعر دعم صادقة من قلوبهم .. تشعرننا أننا فى أمان وأن الدنيا ليست موحشة كما تبدو أحياناً .. كل ذلك ربما يحدث بعد تضرع بدعاء الى المولى سبحانه .. أو ركعتين تسيل دموعنا فى سجودهما .. ونستشعر أن قلوبنا مع الله ورجاءنا لله .. ثم نجد الحب والأهتمام من أقرب الناس إلينا .. فنعرف كم أنعم الله علينا إذا حبانا بهم فى الدنيا .. ونعود لنتضرع إلى الله أن يجمعنا بهم فى الجنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق